لم يكن خطأ انكفاء مصنع سيارات “سيامكو” وتوقفه فعلياً عن العمل في ظل الظروف الصعبة التي اعترت البلاد.
ورغم إصرار المعنيين في المؤسسة الحكومية الشريك الوطني في المصنع، على الحديث عن خطط تطوير وبرامج طموحة، إلا أن الواقع يبقى واقعاً ..فالمصنع متوقف لصعوبات تتعلق ببيئة مثل هذه الصناعة، لكن الأكثر واقعية أن هذه الصناعة – صناعة السيارات – لم تكن أولوية وطنية، لافي السابق ولا اليوم، حتى لو سال لعاب تجار السيارات وتحولوا إلى مصنعين بحثاً عن الأرباح التي تعد بها هذه “السلعة السحرية” في ثقافتنا نحن السوريين.
“سيامكو” مصنع شبه حكومي تساهم وزارة الصناعة بنسبة لابأس بها من رأس ماله التأسيسي، أنتج ما أنتجه خلال سنوات الرخاء..لكن اليوم تبدو هناك تساؤلات عن حصته كأولوية حكومية أولاً ووطنية ثانياً؟؟
لدينا الآن أولويات على مستوى الصناعة غير صناعة السيارات، تنتظر مبادرات من الحكومة أو من القطاع الخاص، لكن أحدا لم يبادر رغم أنها ضرورات بكل معنى الكلمة.
مثلاً لا أحد يتطرق إلى مجرد التفكير أو الحديث عن مصانع لتكرير زيت الزيتون وتعبئته، لكن ثمة تصريحات وأحاديث كثيرة عن صناعة السيارات وآخر أخبار مصانعها المحلية..
نعلم أن الحديث وتداول الأخبار لن يقدم ولايؤخر..لكن نتحدث عن توجيه دفة الهواجس ..الأولويات..كيف تسير ومن يولف اتجاهاتها بهذه الطريقة العبثية؟؟
سيارات في زمن مشكلات تأمين أبسط الأساسيات…وولع بأخبار المزادات وقرارات استيراد السلع الهندسية المعقدة، بالتزامن مع اللغط حول تسجيل وحجز دور للمقنن التمويني على تطبيق “وين”.
شيء ما غير مفهوم فعلاً…كيف تدار موجات الرأي والمزاج العام..من يتحكم بها بهذه الطريقة المنظمة…حسبنا أن تكون صدفة ومجرد لهو في بيئة العطالة التي أنتجتها أزمة الوقود والطاقة.
نهى علي