رفع أسعار الأدوية مجدداً فاقم المعاناة كثيراً.. أصحاب الأمراض المزمنة: لم نعد قادرين على تأمين الدواء
الثورة – فادية مجد:
مسلسل ارتفاع الأسعار يواصل حلقاته، والضربة التي أوجعت وقصمت الظهر ما صدر عن مديرية الشؤون الصيدلانية في وزارة الصحة يوم أمس من تعديل على أسعار الأدوية بنسبة زيادة تراوحت بين ٦٥ ومئة بالمئة من السعر القديم بحسب اختلاف الشكل الصيدلاني، حيث كان نصيب المضغوطات من الارتفاع الجديد 65% الكريمات والمراهم والتحاميل 85% والشرابات 75% والأمبول (الإبر) 100% هذه الزيادة التي جاءت بناءً على ارتفاع سعر الصرف وفق نشرة المصرف المركزي الصادرة بتاريخ 2023/2/1 ، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة ومن أجل استمرار توفر الأدوية في السوق المحلية والذي صدر بعد ما شهدنا خلال أكثر من شهر انقطاع أنواع دوائية لا غنى عنها لأمراض مزمنة كالسكري والضغط والأمراض القلبية والاختلاجات والربو وحليب الأطفال والصادات الحيوية، بعد توقف عدد من المعامل الدوائية عن الإنتاج.
أصحاب المعامل وحسب ما صرحوا مراراً وتكراراً أنهم غير قادرين على الاستمرار في ظل ارتفاع التكاليف وصعوبات الاستيراد، وكانوا قد طالبوا بتعديل الأسعار بنسبة مئة بالمئة، مشيرين الى أن كل الأسعار ارتفعت إلا أسعار الدواء، وهم حسب ما ذكروا أيضاً (برقبتهم موظفين وتكاليف) عدا عن المازوت الصناعي وتكاليفه الباهظة.
لنشهد خلال الشهرين الأخيرين توقف عدد من المعامل عن عملها، وبالتالي خلو الصيدليات من أنواع دوائية كثيرة ومهمة، كما امتنع أصحاب بعض المستودعات عن بيع ما لديهم من أدوية للصيادلة، فيما اعتذر عدد من الصيادلة عن صرف الوصفات للمرضى بحجة عدم وجود الأدوية، وإخفائها لحين رفع أسعارها المرتقب ، كما لاحظنا أيضاً خلال الأسابيع الأخيرة إغلاق عدد من الصيدليات لحين صدور نشرة الأسعار الجديدة والتي بالفعل صدرت، وكان لهم ما أرادوا، والخاسر الأكبر والذي يدفع الثمن من ماله وصحته وقهره المريض، والذي لايستطيع الاستغناء عن تناول الدواء كحاجة للشفاء والعلاج وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى الربو والأمراض القلبية والكلى والصرع وغيرهم.
حالة استنكار وخيبة أمل كبيرة بين المواطنين على زيادة الأسعار والذين أجمعوا خلال تواصلنا معهم على أن رفع الدواء بهذه الزيادة غير المقبولة والمراعاة لسوء الأوضاع الاقتصادية هو زيادة معاناة، فالدواء خط أحمر.
وأشاروا إلى أنهم بعد هذا الارتفاع الكبير، في أسعار الأدوية، دون حساب معاينة الطبيب الكاوية وغير أجور التحاليل المخبرية والصور الشعاعية ، سوف يسلمون أمرهم للقدر، فلا حاجة لهم لكل ما سبق في ظل انخفاض الدخل الشهري والذي بالكاد يكفيهم كطعام وشراب لأسبوع، فالطعام أهم من شراء الدواء وحرمان عوائلهم من مصاريف دوائية ولو كانوا يتوجعون، فصحتهم لم تعد تهمهم.
أم ابراهيم سيدة متقاعدة في الستين من عمرها وهي مريضة ضغط وسكري ولديها هشاشة عظام وفقر دم تقول بوجع وحسرة: كيف لي أن أومن الدواء بعد هذه الزيادة الكبيرة؟ ألا يكفينا أوجاعنا المعيشية؟ والظلام الذي يرافق أيامنا جراء غياب الكهرباء والبرد الذي نصارعه بخمسين ليتر تكرموا بها علينا، والتي لا تكفي لأسبوع إن اقتصدنا بها خلال أشهر الشتاء والبرد القارس، ليأتي رفع أسعار الأدوية وليزيد أوجاعنا الجسدية.
وأضافت: أنا أخذ كلوبيرال مميع دم بشكل يومي كان سعره قبل الزيادة والتي مقدارها ٦٥ بالمئة على المضغوطات ٤٢٠٠ ليرة، ليصبح بعد الزيادة ٦٩٣٠ ليرة، وهناك دواء سكري أتناوله (ألفا غليب بلس) كان سعره ٥٣٠٠ ليرة، أصبح ٨٧٤٥ ليرة، إضافة لدواء ضغط تري بلاند كان سعره ٧٧٠٠ ليرة أصبح ١٢٧٠٠ ليرة، و( تونيك زيد) لفقر الدم، كان سعره ٢٥٠٠ ليرة أصبح ٤١٢٥ ليرة، وهناك ( كالسيدال ) لهشاشة العظام سعره كان ٧٥٠٠ ليرة، أصبح ١٢٣٧٥ ليرة، وليصل ثمن أدويتي وجميعها مضغوطات الى مبلغ وقدره ٤٤٨٧٥ ليرة.
وأضافت: هذا مصروف شهري لي، ولا يوجد مريض في عائلتي غيري، فما هو حال الأسرة التي لديها أكثر من مريض في البيت، هذا كله ولم نتكلم عن معاينات الأطباء الكاوية والمراجعة كل مدة لهم، ومصاريف التحاليل المرتفعة الثمن ونحن بالكاد نؤمن لقمة عيشنا في هذه الظروف الصعبة.
عبير ومحمد وأمجد وفاطمة عبروا عن استيائهم من الزيادة غير المنطقية وقالوا: عندما يتم الابتعاد عن الإنسانية دون الرأفة بآهات المرضى، ومحاربتهم بحاجة لا يستطيعونعنها الاستغناء، منوهين إلى أن الدواء والذي هو خط أحمر، تم تجاوزه، دون مراعاة للظروف الاقتصادية فأين العدالة والرحمة في ذلك القرار؟!
أحمد مريض ضغط يأخذ ثلاثة أنواع من الأدوية إضافة لدواء الشحوم قال لنا: كان مجموع سعرها نحو٢٠ ألفاً شهرياً، حالياً ستزيد ٧٠ بالمئة لتصبح ٣٤ ألف ليرة.
أمام هذا القرار بتعديل الأسعار والذي تعودنا كل فترة على زيادة مستمرة عليها، وبالتدريج لتصل الى الزيادة الكبيرة والتي يطالب بها أصحاب المعامل، والذريعة أن معالجة فقدان الأدوية تكون بتلبية طلبات أصحاب المعامل للاستمرار في عملها.
نحن لسنا ضد أصحاب المعامل، الجميع يعلم الظروف الاقتصادية الصعبة وانخفاض الدخول الشهرية، فهل يكون الحل برفع الأسعار الكبير وغير المنطقي للأدوية، بدل أن ننظر بعين الرحمة لأولئك المرضى وتكون الزيادة منطقية، أم نريد لمرضانا أن يلجوؤا لطب الأعشاب أو أن ينتظروا قدرهم دون الحاجة لشراء الدواء كما أجمع أغلب من تواصلنا معهم.