الثّورة- ترجمة رشا غانم:
تمّ العثور على أكثر من 60 مستعمرة معروفة للبطاريق تعيش على ساحل القارة القطبية الجنوبية، لكنّ أكثر من نصفها كان سيبقى غير مكتشف إذا لم يتم رصدها من الفضاء، حيث ساعدت صور الأقمار الصناعية في اكتشاف 33 من أصل 66 مجموعة عن طريق تتبع ذرق الطيور.
كما تمّ للتوّ اكتشاف مستعمرة جديدة تضم حوالي 500 بطريق في فيرليجر بوينت، غرب أنتاركتيكا، حيث إنّه لتطور مرحب به، بالنظر إلى أنه من المحتمل أن يتعرض هذا النوع لتهديد شديد مع استمرار ارتفاع درجة حرارة القارة المتجمدة، فمن المعروف أنّ طيور البطريق الإمبراطور معرضة لفقدان الجليد البحري، والذي يُعتبر موطنها المفضل للتكاثر، وإذا استمر هذا في التضاؤل، فستعاني أعداد الحيوانات بشدة، بينما تتوقع النماذج المناخية الحالية أن 80 في المائة من المستعمرات ستكون شبه منقرضة بحلول نهاية القرن.
حتى في ظل أفضل سيناريو، فمع زيادة درجة الحرارة العالمية بمقدار 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية)، يقول الخبراء إنه من المتوقع أن ينخفض عدد طيور البطريق الإمبراطور بنسبة 31 في المائة على الأقل خلال الأجيال الثلاثة المقبلة.
ومن جهته، قال د.بيتر فريتويل من هيئة المسح البريطانية في أنتاركتيكا، والذي يدرس الحياة البرية من الفضاء والمؤلف الرئيسي للبحث في الكشف عن هذه المستعمرة الجديدة: “هذا اكتشاف مثير، لقد مكنتنا صور الأقمار الصناعية لساحل القارة القطبية الجنوبية من العثور على العديد من المستعمرات الجديدة، ومثل العديد من المواقع التي تم اكتشافها مؤخراً، فإن هذه المستعمرة صغيرة وتوجد في منطقة تأثرت بشدة بفقدان الجليد البحري الحالي”.
على مدى السنوات 15 الماضية، كان علماء هيئة المسح البريطانية في أنتاركتيكا يبحثون عن مستعمرات بطاريق جديدة من خلال صور الأقمار الصناعية لاكتشاف ذرق الطّيور على الجليد، حيث تحتاج طيور البطريق الإمبراطور إلى الجليد البحري للتكاثر وتقع في مناطق يصعب دراستها لأنها بعيدة وغالباً ما يتعذر الوصول إليها ويمكن أن تعاني من درجات حرارة منخفضة تصل إلى( −76°F).
هذا ودرس د.فريتويل وفريقه صوراً جديدة، ثمّ تمت مقارنتها وتأكيدها بصور عالية الدقة، وبينما أظهرت الاكتشافات السابقة لمستعمرات بطريق الإمبراطور فجوات بينهما، مما دفع العلماء إلى الشك في أن المجموعات تحب الاحتفاظ بما لا يقل عن 60 ميلاً (100 كيلومتر) فيما بينها، وعلى الرغم من أنّه من المستحيل عد طيور البطريق الفردية من المدار، إلا أنّه يمكن لخبراء هيئة المسح البريطانية تقدير الأرقام في المستعمرات من حجم تجمعات الطيور، حيث حصلوا على الرقم 500 من الاكتشاف الجديد.
يُذكر أنّه في عام 2020، استخدم خبراء الهيئة صورا لرسم خرائط الأقمار الصناعية لإثبات أن القارة القطبية الجنوبية كانت موطناً لمستعمرات البطريق بنسبة 20 في المائة أكثر مما كان يعتقد سابقاً، حيث اكتشفوا 11 مستعمرة بطاريق إمبراطور جديدة، تم تحديد ثلاث منها سابقاً ولكن لم يتم تأكيدها مطلقاً، وفي ذلك الوقت كان يقدر أن القارة لديها ما بين 265500 و 278500 زوج تكاثر، ومع ذلك، فقد حذّر الباحثون من أن معظم المستعمرات التي تم العثور عليها حديثاً تقع على أطراف نطاق تكاثر البطاريق الإمبراطوري، في مواقع من المحتمل أن تضيع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.
المصدر: ديلي ميل
السابق
المناضل صدقي المقت للثورة: مصر استجابت لبيان أهلنا في الجولان وألغت شرط الجنسية الإسرائيلية لزيارتها
التالي