الثورة – تقرير لجين الكنج:
مخالب الجوع تنهش ملايين البطون في آسيا، وبرنامج الأغذية العالمي يعلن أرقاماً قياسية، زادت بشكل مخيف خلال سنتين مضت بسبب وباء كورونا، إضافة لتداعيات الحرب في أوكرانيا التي غيَّرت مجرى أسعار الطاقة والنفط، إذ يعاني ما يزيد من نصف مليار شخص في آسيا من الجوع الحاد وانعدام الأمن الغذائي، وسط صمت الغرب على الرغم انه المتسبب الأكبر في هذا الجوع.
منظمة “الفاو” ووكالات أممية أخرى ذكرت في تقرير أن أعداداً متزايدة من سكان قارة آسيا يفتقرون لما يكفي من الطعام مع زيادة معدل انعدام الأمن الغذائي بسبب ارتفاع الأسعار وتفاقم الفقر.
ونقل موقع روسيا اليوم الالكتروني عن التقرير قوله بأن ما يقرب من نصف مليار شخص، أي أكثر من ثمانية من كل عشرة منهم في جنوب آسيا، عانوا من نقص التغذية عام 2021، بينما يعاني أكثر من مليار شخص من انعدام الأمن الغذائي من درجة معتدلة إلى شديدة.
وجاء في التقرير أن جائحة فيروس كورونا كانت بمثابة انتكاسة كبيرة، وتسببت في خسائر وتعطيل جماعي للوظائف، كما ساهمت أحداث أوكرانيا في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والأسمدة، ما جعل من المستحيل توفير نظام غذائي مناسب للملايين.
التقرير هو خامس عملية فحص سنوية تقوم بها منظمات “الفاو” و”اليونيسيف” ومنظمة “الصحة العالمية” و”برنامج الأغذية العالمي” حول انعدام الأمن الغذائي والجوع.
ولم يتحقق أي تقدم في التخفيف من وطأة الجوع وسوء التغذية، وتدهور الوضع مع فقدان أعداد متزايدة من الناس لمواردهم كي يحصلوا على ما يكفي من الطعام.
وارتفع مؤشر “الفاو” لأسعار الغذاء في السنوات الماضية، مسجلاً رقماً قياسياً في آذار 2022.
وتراجعت وتيرة انخفاض أسعار السلع أواخر العام الماضي، لكنها لاتزال أعلى بنسبة 28% مقارنة بعام 2020.
ومن جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش على توتير: “نحن في طريقنا إلى كارثة غذائية مستعرة” إذ إن الناس في خمسة أماكن منفصلة “يواجهون المجاعة.”
وقد حذَّر غوتيرش في جلسة عمل من حدوث أزمتي الغذاء والطاقة خلال قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية.
كما ذكر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، في اجتماع أساسي في شهر تموز الماضي بأن التحديات التي تقوِّض الأمن الغذائي العالمي تتطلب نهجاً مركباً (من عدة طبقات) يشمل الاستثمار وإصلاح السياسات واستخداماً أفضل للموارد.
وأكَّد برنامج الأغذية العالمي في هذا السياق أن حالات الجوع ستزداد و خاصة أن التحديات الحالية تحدُّ من دعم الدول المانحة، وانعكست في قدرتها في تقديم العون للكثيرين.
