سبع سنوات مرت على تناولي بهذه المساحة للخطر الذي يهدد قطاع الدواجن بعد تراجع كبير بالإنتاج وارتفاع أكبر بأسعار منتجاته وترافق ذلك بتحذير شديد أطلقه وقتها مدير عام مؤسسة الدواجن بأن منتجات الدجاج قد تفقد من الأسواق بشكل نهائي إذا لم يتم التدخل الفوري من الجهات المعنية لإنقاذه ومعالجة صعوباته الكثيرة.
واقع الحال يدل بعد تلك السنوات على أن القطاع كما غيره العديد من القطاعات الهامة والاستراتيجية التي تشكل منتجاتها مواد أساسية للمواطن السوري من سيء لأسوأ لناحية تراجع الإنتاج وتحليق أسعاره لمستويات قياسية، فعلاً وصل معها سعر شرحات الفروج لـ40 ألف ليرة وصحن البيض لحدود 23 ألف ليرة رغم مبالغ الدعم التي تخصص للنهوض بالقطاع بين فترة وأخرى لم تتمكن من خلق حالة استقرار فيه أو تجد حلولاً لأزماته ومشاكله الكثيرة والمتراكمة فالمربي يدعي الخسارة والربح القليل لارتفاع تكاليف الإنتاج، والمواطن بات يشتهي منتجات الفروج ومع تغييره مرغماً لعادات استهلاكية من شراء صحن بيض كامل لبضع بيضات لزوم فطور أو وجبة غداء مفركة بطاطا مع بيض أو شرحة فروج واحدة للطبخة إلا أن العديد من الأسر وصلت لمرحلة نسيان الفروج وحذفه كما الكثير من المواد من مائدته.
يترافق كل ما تقدم مع دعوات جديدة من المنتجين والمربين تطالب بتحرير أسعار منتجات القطاع على قولهم ( ما حدا أحسن من حدا) فكما سمحت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك باعتماد الفواتير وتحرير أسعار باقي المواد فالدواجن أحق بالتحرير للصعوبات التي تواجهه منذ سنوات وحاجة الناس لمنتجاته ما يعني أن تحديد الأسعار مفتوح وقد يصل سعر صحن البيض حسب التكاليف التي يسوقها لـ 40 ألف ليرة والفروج لـ50 ألف ليرة ليضمن المربي الربح الفاحش.
تجربة السنوات الأخيرة ماثلة أمامنا وتفيد أن التاجر والصناعي والمنتجين والمستوردين في مطالبهم الدائمة ومبدأ الأخذ المعتمد لديهم لم ولن يقفوا أو يأخذوا بعين الاعتبار لجانب المستهلك ولا استعداد لديهم للتنازل عن ليرة من أرباحهم، والدليل واقع السوق الذي تسعر المواد فيه على سعر صرف السوق السوداء لذلك نجد حالة ارتفاع الأسعار يومية وتكاد تكون ساعية.
لا شك أن الوضع الصعب جداً وغياب التنافسية في السوق وقلة المنتجات على اختلاف أصنافها والجشع الذي طبع سلوك غالبية التجار سيزيد الفوضى والفلتان في الأسواق والخاسر الأكبر كما دائماً المواطن.