بدأت الحرب على سورية مع قيام الإعلام الغربي ولفيفه بتصوير مشاهد قبل حدوثها، وبثها على شاشات التلفزة المختلفة، الأمر الذي تبين لاحقاً أنها مؤشرات لتنفيذ ما فبرك لهذه الشاشات على أنه قائم ويحدث بالنقل المباشر.. مليارات الدولارات صرفت حينها لمصلحة الإعلام الأصفر..
مال ضخ للإعلام المشوه أثناء الحرب على سورية، المليارات الخليجية وظفت بأمر الأميركي المشغل، فهو السلاح الأكثر فاعلية في زمن الميديا التي اقتحمت حياة البشر. بروباغندا هوليودية على أنها الحقيقة التي لابد تصل للسوريين. لأجل خطة رسمت في أوكار الاستخبارات الأميركية.
الحملة التضليلية ضد سورية حمل وزرها ثلاثة من رؤساء أميركا أوباما وترامب ومؤخراً بايدن الذي صرح بصفاقة مطلقة عن تخصيص مبلغ 14 مليون دولار لوضع برامج وخطط جديدة ليصل ما دعاه بالمعلومة الحقيقية للإعلام المستقل في سورية، بينما هو إعلام أميركي كاذب بامتياز..
لو كانت المعلومة التي يدعون أنها حقيقية، لن تحتاج هذا المبلغ لتصل للمواطن السوري تحديداً.. الإعلام في زمن السوشيال ميديا أصبح سلاحاً فعالاً، ورأس حربة ضد الدول واحتلالها، بتغييب عقول أبنائها، مهاترات فارغة، ملامحها الاستعمارية واضحة التفاصيل، حتى لمن جهل الإعلام.
الإعلام الأميركي مبرمج مودَع في الصندوق الأسود، بدائله عديدة خططه جهنمية كجراب حاوٍ بمحتواه، تحتل تفكير الشعب المستهدف بدءاً من الربيع العربي، الذي أسقط دولاً وأنظمة وخرب الدول العربية بتكبير مشهد الحرية المزعومة، عبر التلفزة التي غزت بيوت شعبها دون استئذان.
في الحرب على سورية لم يكفِ أميركا ما اشترته من منابر وأقلام وعقول وأبواق واستوديوهات وما أنشأته من محطات إعلامية، ورقية والكترونية، لتضليل العالم والشعب السوري. وبث سموم سياساتها ضده والوطن العربي. لمصلحة الكيان الصهيوني. فتستزيد لتحقيق مصالح مشروعها.
لم يكفها ما فعلته في العراق، حظرت الإعلام السوري، استبعدت التعامل مع مراسليه في معظم العواصم الغربية.. استهدفت كثيراً من الإعلاميين بالخطف والاغتيال، والسجن والترحيل لمن كان يفضح الحقائق التي زيفتها؛ رغم تشدقها بحرية الإعلام، حرية مصالحها، مدعية حرية الشعوب.
عميت واشنطن عن نتائج عقوبات قيصر على الشعب السوري وحرمانه عوامل الطاقة والتدفئة. في أربعينية الشتاء. وما يعانيه من هجّرتهم إلى المخيمات بعد تدمير منازلهم. لا يهتم قاطنو البيت (الأسود) الأبيض بصحة السوريين. ولا حرمان أبنائهم الدواء أو فقدهم حليب الأطفال.
تجاوزوا مواثيق الأمم المتحدة. ضاربين بها عرض الحائط ومؤخراً قرار الكبتاغون. وما خفي في علم أدراج بايدن الصهيوني ومن يليه أعظم. هل سيعود ترامب إلى الرئاسة سارق النفط السوري.. حارق القمح في حقوله.. مهجر أبناء قرى الحدود ليفسح المكان لحليفه التركي المحتل.
يتباهى بايدن بتخصيص الـ 14 مليون دولار لمصلحة استوديو وكاميرات وإعلاميين مخضرمين دُرِّبوا في جبهة النصرة، وداعش، أو انفصاليي قسد ممن يجيدون لغة الاستفزاز، بوقاحة مطلقة وهم يحتسون كؤوس النفط السوري.. لتصدح حناجرهم بما كتبه معدوا نشراتهم المضللة..
من تشبعت رئاتهم برائحة القمح المحروق ينعش أنفاسهم ورائحة الدولارات الأميركية، متباهين برؤية الإعلام (المستقل) مصدِّراً البيان تلو الآخر طرباً بفرقعة سنابل القمح المحترقة (نغم الحرية) المزعوم وهدير مضخات النفط المسروق، وصنابير الماء الخاوية إلا من صفير الهواء..
تشديد الحصار على الشعب السوري وحرمانه من أساسيات الحياة عنوان أبرز لديمقراطيتهم وإنسانيتهم المزعومة.. هي حقيقتهم المتلحفة بزيف شعاراتهم. التي تتبنى الحصار الاقتصادي لتجويع الشعب، وانتهاك إنسانيته وحقوقه المهدورة.. تلك هي حقيقة سياستهم بامتياز.