الثورة-براء الاحمد:
تعد الحمضيات في سورية وخاصة في المنطقة الساحلية من الزراعات المهمة نظراً لأهميتها الاقتصادية والغذائية والطبية والبيئية، وتشكل ثروة وطنية ومصدر أساسي للدخل للعديد من الأسر في الساحل، وانطلاقاً من هذا تسعى وزارة الزراعة وفق خطط مدروسة للحفاظ عليها وخاصة مع اتساع الرقعة المزروعة وازدياد المشكلات التي تعاني منها سواء ما يتعلق بالتربة أو المشاكل البيئية والأمراض الفيروسية وتوفر ماء السقاية عدا عن مشاكل الإنتاج والتسويق.
وعملت الوزارة من خلال فريق فني متخصص ضم مختلف الجهات المعنية، على وضع خارطة بيئية لتوزع أصناف الحمضيات في المنطقة الساحلية واعتماد الأصول والأصناف المناسبة وتوزيعها بما يتناسب مع العوامل المحددة للإنتاج في كل منطقة، ويساهم في الحفاظ على هذه الشجرة وحماية منتجيها من الخسارة ويحقق منظومة تسويقية وعائداً اقتصادياً لهم.
المهندس نشوان بركات مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة وهو أحد أعضاء فريق إعداد الخارطة بيّن أن خارطة الحمضيات أخذت بعين الاعتبار الأسس البيئية لتوزع الأصناف مع مراعاة الأسس الاقتصادية التي تضمن توزع المنتج على مدار العام وتلافي مرحلة الذروة قدر الإمكان.
قائلاً: من خلال هذه الخارطة سيتم تنظيم خطة إنتاج غراس الحمضيات وفق الاحتياج الفعلي للمناطق من حيث التجديد والزراعات الحديثة، وبما يضمن انتشار الأصناف وفق الخارطة ويخدم برنامج الاعتمادية المطبق على الحمضيات من خلال توحيد الصنف ضمن الحقل الواحد قدر الإمكان والسماح بزراعة عدد محدد من الأصناف وفق المساحة المزروعة وبما يضمن أيضاً تنفيذ خطة تسويق مستدامة وتلبية احتياجات السوق الداخلية والأسواق الخارجية، إلى جانب أنها ستساهم في تحسين برنامج إعادة إعمار بساتين الحمضيات الهرمة من خلال ربط توزيع الغراس مع الخارطة وبالتالي الحد قدر الإمكان من عشوائية زراعة أصناف الحمضيات والحصول على أفضل إنتاجية كماً ونوعاً في وحدة المساحة.
وذكر بركات أنه وفور اعتماد الخارطة تم تشكيل فرق بالتعاون مع الإرشاد الزراعي ومديريات الزراعة في اللاذقية وطرطوس بهدف نشر وتعميم الخارطة على الوحدات الإرشادية المنتشرة في مناطق زراعة الحمضيات، ومهمتها المساهمة في نشر أصناف الحمضيات في مناطق الزراعة وفق توزع الخارطة الموضوعة وتعميمها على الأخوة المزارعين على أوسع نطاق ممكن من خلال مهندسي الحمضيات في الوحدات الإرشادية.
الدكتور منهل الزعبي مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية قال: إن وضع خارطة بيئية لتوزع الحمضيات في المنطقة الساحلية حسب الصنف وكل منطقة ما يلائمها من أصناف جاء نتيجة عمل وبحوث علمية لفريق العمل وهي تحدد مسار علمي جديد لزراعة أشجار الحمضيات حسب الصنف والمنطقة والارتفاع عن سطح البحر والتربة الملائمة بما يضمن ويحقق عائدية أكبر وجودة عالية.
وبين الزعبي أن هذه الخارطة تضمنت الخريطة الراهنة لوجود أشجار الحمضيات في المنطقة الساحلية وخريطة انتشار الحمضيات حسب الارتفاع عن سطح البحر، إلى جانب تحديد نسب الكلس الفعال في التربة، وكذلك تم تحديد ملاءمة قوام التربة، والاحتياجات المائية واحتياجات وخطة وجدولة الري لأشجار الحمضيات في الساحل.
الدكتور جلال غزال مدير الأراضي والمياه أوضح أنه تم إنجاز خارطة الوضع الراهن لأشجار الحمضيات في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وإجراء تدقيق ميداني على مستوى الحقل وتمييز المساحات التي تم رصدها من خلال الخارطة السابقة عبر الصور الفضائية من قبل كوادر مديرية الأراضي والمياه في الوزارة بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في محافظة اللاذقية.
مؤكداً أن الخطوة التالية تشمل حصر وتدقيق مساحة الحمضيات في محافظة طرطوس (بالأخص منطقة صافيتا)، التي تم رصدها من خلال الخارطة السابقة عبر الصور الفضائية، وبعدها سيتم الانطلاق بدءاً من الوحدات الإرشادية والعاملين فيها والذين هم على تماس مباشر مع الفلاح ومن خلال المسح الميداني الشامل لجميع أنواع الأشجار بما فيها الحمضيات لتدقيق هذه المساحات بشكل تفصيلي لتحديد نجاح الصنف المتوافق مع البيئة المناسبة لزراعته ضمن منطقة كل فلاح، وذلك عبر استخدام الاستمارة الالكترونية التي ستطبق خلال الجولات، ليتم إنتاج خارطة توزع أصناف الحمضيات في الساحل السوري حسب المناطق.