النفايات الغازيّة حوّلت سماءنا إلى مقبرة لها.. والحلّ في الطاقات المتجددة

الثورة – سمر رقية:

تشكل معظم النفايات الغازية الناتجة عن صناعات البترول أو البتروكيماويات، والناتجة عن مصانع الإسمنت ومصانع الأغذية، غازات يسهل اختلاطها بالهواء الجوي وتلوثه. وإن مجرد التفكير في استحداث تكنولوجيا نظيفة للتخلص من النفايات الغازية غير ممكن، حيث إن كل المصانع الحالية لا يستخدم فيها تكنولوجيات نظيفة، لتحول أغلب دول العالم سماءها إلى مقبرة نفايات.

مصادر أساسية

يبين الخبير البيئي المهندس ياسر سلامة لصحيفة الثورة، أن أهم مصادر النفايات الغازية هي الصناعات المختلفة، مثل البترول والبتروكيماويات، ومحطات الطاقة، بالإضافة إلى وسائل النقل وعوادم السيارات، حيث تنتج غازات ملوثة مثل أول وثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين والكبريت، وكذلك من مكبات النفايات العضوية ومحارق النفايات المفتوحة.
وبحسب سلامة، إن صناعة البترول والبتروكيماويات، تُنتج عن احتراق الوقود والعمليات الصناعية غازات، مثل أول وثاني أكسيد الكربون، وكذلك مصانع الإسمنت والصلب تطلق غازات وأبخرة تحتوي على جسيمات صلبة عالقة وأتربة.
وينتج عن الصناعات الكيميائية غازات مختلفة، مثل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، لافتاً إلى أن محطات الطاقة تعد أكبر مصادر التلوث بسبب احتراق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء.

المحارق المفتوحة

و يضيف: يجب ألا يغيب عن ذهننا عوادم السيارات، وما تنتجه من انبعاثات غازية ضارة، مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات. والمصدر الآخر الخطر أيضاً هو مكبات النفايات، حيث تتحلل النفايات العضوية في المكبات، ما يؤدي إلى انبعاث غاز الميثان وهو مصدر رئيسي للانبعاثات، وكلنا يعلم ما مدى خطورة هذا الغاز على صحة الإنسان، ولفت إلى أن من المصادر الضارة أيضاً، وأغلب الناس يقومون بها من دون علم مخاطرها، المحارق المفتوحة. إذ يؤدي حرق النفايات في العراء إلى إطلاق ملوثات ضارة، مثل الديوكسينات والفيورانات والكربون الأسود في الغلاف الجوي.

 

مخاطر على البيئة

أهم مخاطر هذه النفايات-وفق سلامة- تظهر جلياً في تلوث الهواء، حيث يؤدي تحلل المواد العضوية وحرق النفايات إلى انبعاث غازات ملوثة مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون. والخطر الثاني الذي بتنا نلمسه خلال السنوات الأخيرة هو الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، حيث يعتبر غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون من الغازات الدفينة التي تساهم في زيادة درجة حرارة الأرض. وهناك خطر الأمطار الحمضية التي تسببها بعض الغازات المنبعثة، فهي تلوث المياه وتعوق نمو النباتات، لنصل إلى الخطر الأكبر وهو تلوث التربة والمياه الجوفية، من خلال تسرب المواد السامة والمواد الخطرة من النفايات إلى التربة والمياه الجوفية أثناء تحللها.

..وعلى الصحة

ويؤكد سلامة أن من أهم المخاطر التي تسببها النفايات الغازية على صحة الإنسان المشكلات التنفسية، إذ يؤدي استنشاق الملوثات الهوائية إلى تهيج في العين والأنف والحنجرة، وزيادة حالات الربو، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض أخرى خطيرة، حيث يرتبط التعرض الطويل الأمد للملوثات إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان الرئة. وفي العموم، نوه سلامة بأن الملوثات الناتجة عن حرق النفايات تسبب مشكلات في الجهاز المناعي والهرموني، ونتيجة حرق المواد المكلورة، يؤدي ذلك إلى إطلاق مواد مسببة للسرطان، بالإضافة إلى أن حرق النفايات المحتوية على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق، يؤدي إلى نشر معادن سامة في البيئة، من شأنها التأثير على صحة الكبد والكلى وأعضاء أخرى.

طرق الحماية

لحماية أنفسنا وسمائنا من الخطر المرافق لنا من النفايات الغازية، يرى سلامة أنه لا بد من تقليل استهلاك المواد التي تولد هذه النفايات، مثل تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وضرورة التوجه نحو الطاقة المتجددة، وإعادة تدوير النفايات الصناعية، وتحسين عمليات التصنيع لتقليل الانبعاثات السامة، والتخلص الآمن من المخلفات الكيميائية، ووعي المجتمع والأفراد ومشاركتهم في حملات ومبادرات التوعية والتنظيف، ما يساهم بشكل كبير في حماية البيئة من هذه المخاطر.

آخر الأخبار
نتنياهو في جنوب سوريا.. سعي لتكريس العدوان وضرب السلم الأهلي هيئة التخطيط والإحصاء لـ"الثورة": تنفيذ أول مسح إلكتروني في سوريا استلام الذرة الصفراء.. خطوة لدعم المزارعين وتعزيز الأمن العلفي تعرفة النقل بين التخفيض المرتقب والواقع المرهق.. قرار يحرّك الشارع بعد عام من الحراك الدبلوماسي.. زخم دولي لافت لدعم سوريا صحيفة الثورة السورية المطبوعة.. الشارع الحلبي ينتظر رائحة الورق حملة "دفا".. ليصبح الشتاء أكثر دفئاً استيراد السيارات المستعملة يتأرجح بين التقييد والتمديد من الماضــــي نستمد العبرة للحاضـــر اضطراب القلق المعمّم يهدّد التوازن النفسي.. وعلاجه ممكن بشروط اختلال ميزان المجتمع.. هل تلاشت الطبقة المتوسطة ؟ الزيتون.. موسم صعب بين الجفاف وقلة الدعم التلوث البيئي... صمت ينهش رئتي دمشق  رحلتان علميتان لتعزيز مهارات طلاب علوم الأغذية بجامعة حلب غرفة تجارة حلب تبحث مع سفير جنوب إفريقيا تطوير العلاقات الاقتصادية ردود فعل دولية وعربية تندد بزيارة نتنياهو للجنوب السوري شطرنجنا يتألق في بطولة العرب بالكويت سلّة الكرامة وحمص الفداء بنكهة سمراء متابعة مشاريع منظمة "العمل ضدّ الجوع" في "تل الضمان" بحلب غلاء الكهرباء.. بين الضرورة الاقتصادية والضغوط الاجتماعية