الثورة – ميساء الجردي:
انطلقت اليوم فعاليات ورشة العمل الوطنية الخاصة بتحويل التعليم وتطوير مناهجه بالتعاون بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وشبكة الآغا خان للتنمية تحت عنوان (تحويل التعليم ضرورة ملحة لمستقبلنا المشترك).
تناول المشاركون في الورشة بدايةً حوارات عصف ذهني حول آليات تطوير المناهج وتكاملها بين جميع المراحل التعليمية وصولاً إلى التخرُّج من الجامعات والمعاهد، وقدموا عروضاً حول إعادة التفكير في محتوى التعليم بما يلائم احتياجات القرن الواحد والعشرين ، وفي تحويل أنظمة التعليم لتلبية الأغراض العليا، والتدريس والطرائق المطلوبة والوصول إلى رؤية مشتركة لمناهج وطنية تخدم المجتمع.
الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي بيَّن في كلمته أهمية الاستفادة من حوارات المشاركين، وخاصة أن التعليم العالي هو استكمال للمراحل الأولى من التعليم، وهذا يخلق تحديات كبيرة بين الوزارتين بدءاً من سياسة الاستيعاب الجامعي وتخرُّج الطلاب، ومن ثم عودتهم إلى وزارة التربية.
وأشار إلى ضرورة تحويل التعليم في ظل عصر التحول الرقمي، وبالتالي هناك حاجة ليتعلم الطلبة التحليل والتفكير العلمي والبحث والحوار ليقدم افكاراً توائم متطلبات واحتياجات سوق العمل.
وأوضح الوزير إبراهيم أن هناك دراسات وبيانات مهمة يتم الاعتماد عليها في خطط وبرامج التعليم، وعلى سبيل المثال يوجد أكثر من ٢٠٠ ألف طالب في كليات الآداب بسورية، وقد تخرَّج منهم حوالي ٥٠ ألف طالب خلال السنوات الثلاثة الأخيرة وسوف يكون ١٥ ألف خريج منهم إلى وزارة التربية، حيث تأتي أهمية مناقشة المؤشرات ووضع رؤية واضحة قابلة للتنفيذ لتحويل التعليم.
وبيَّن الدكتور دارم الطباع وزير التربية أهمية المقترحات والمناقشات التي سيطرحها المشاركون لتكون مذكرة أولية لتحويل التعليم، لافتاً إلى أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لرقي المجتمع، وتحسين حياة الأفراد والأسر، ومعالجة المشكلات التي يواجهها تقدم المجتمع.
وتحدَّث الوزير طباع من خلال العرض الذي قدمه حول أهمية الدلائل التجريبي في معرفة واقع التعليم وانعكاسه على الطلاب، ودور البرامج التعليمية في الوقوف على مؤشرات قابلة للقياس والآليات والمعايير المطلوبة للاستثمار في التعليم الذي يعتبر أعلى انواع الاستثمارات في الوقت الحالي.
وأكَّد الطباع على ضرورة تعديل المناهج في التعليم بشكل عام وفقاً للحكمة المهنية التي من خلالها يتم التكيف مع الظروف المحلية، من خلال اعتمادها على مبدآين أساسيين في ضمان الحق بالتعليم الجيد، وفي تعزيز التعليم باعتباره عملاً عاماً لمنفعة المجتمع وتطوره.
من جانبه بيَّن الأستاذ غضفان عجوب ممثل منظمة الآغا خان في سورية أن مشاركتهم اليوم هي جزء من اهتمامهم وعملهم في تطوير المناهج الوطنية ورفع مستوى المدرسين والطلاب بما يخدم التنمية المجتمعية والثقافية، لافتاً إلى ضرورة إدخال برامج التحول في التعليم الحديث إلى سورية، وإلى أهمية العروض التي تقدمها الورشة للوصول إلى مخرجات تكون ورقة عمل لخطط وبرامج تطوير التعليم.