الثورة – غصون سليمان:
لم تتأخر يوما عن كتابة زاويتها الأسبوعية “عين المجتمع” كانت ترسلها باستمرار قبل موعد النشر بيوم أو ساعات .
لكن عينها اليوم خطفت مأساتها لتصبح في عداد المآسي التي حلت بوطن عزيز الحضور قوي الجذور .
مساء امس سررت بأنها هي ..هي التي تحدت قهر الحياة وحولت الضعف إلى قوة ،والحزن إلى فرح.. والتعاسة إلى سرور.
تأخرت في الرد قليلا على رنة الموبايل عاودت الاتصال بالزميلة رويدة سليمان كان خطها مشغولا .دقائق وإذا هي سررت جدا .. لكن رسول الكلام كانت ابنتها الجميلة زينة طالب الهندسة الزراعية..
بعد السلام والاطمئنان قلت لها عسى الزميلة أمك بخير قالت بصوت اختصر حنين اللغة وقوتها .”خالتو امي تعتذر عن كتابة الزاوية ليوم الأربعاء الموعد الأسبوعي لها ،خير أن شاء الله..ما الأمر هل هي مريضة ؟. قالت بغصة وبحة صوت يرثي جلال الحزن ، ليته مرضا للجسد الحالة أكبر من مرض لكنه أمر الله..
زفت لي الخبر الفاجعة ،الذي فجع به كل بيت وقلب سوري.قائلة خالتي أخت أمي زوجة الشهيد الذي استشهد منذ عامين وترك طفلا وحيدا هو اليوم في عداد الضحايا مع عمه وجدته في محافظة اللاذقية وخالتي أخت الماما تخضع لعمل جراحي صعب “. ولاحيلة لنا إلا الدعاء .
لحظات من الصمت رسمت في ذاكرة الوطن امتداد خارطة الحزن من جهات سورية الأربع هو حال السوريين اليوم يضمدون جراحهم المثخنة بروح المحبة والمشاعر التي رقت كل عظم وخلية .تنسج من خيوط الوجع قوة البقاء ..تتحدى ظلم العالم الذي صدر لنا الموت بأشكال مختلفة ولولا ارهابه وجرائمه لخففنا كثيرا من أضرار الزلزال وتبعاته..
لكننا لن نيأس ولن ندع الإحباط يتسلل إلى اي ركن نأوي إليه..
إلى الشعب السوري باسمه الكبير ..إلى الزميلة العزيزة رويدة سليمان ننحني جميعا لما قدر الله.
