زلزال سورية وضمير الغرب النائم

الثورة- عبد الحميد غانم
ليس غريباً أن تتعامل الأطراف الغربية بسادية مع الكارثة الإنسانية التي ألمت بسورية جراء الزلزال المدمر الذي هز المنطقة، ولم يهز ضمائر تلك الأنظمة الرئيسة التي شاركت وتشارك في سفك الدم السوري منذ اثني عشر عاماً، هذه الأنظمة الغربية التي تدعي الحرية والديمقراطية وتمارس العدوان والاحتلال، وترفع شعارات حق يراد بها باطل شعارات تخفي وراءها أطماعا وغايات خبيثة.
عند وقوع الكوارث الطبيعية من المفترض أن تتعامل الدول الغربية مع سورية باحترام ومسؤولية وهذا ما يفرضه الرادع والوجدان الإنساني العالمي، ولكن نراها تتعامل بتمييز وتفرقة وتسييس في المواقف والمساعدات، وتجعلها وفق مآربها الخبيثة، تذرف دموع التماسيح تجاه الحدث الجلل الذي تعرضت له المنطقة، متجاهلة ما حدث في سورية من كوارث ليس جراء الطبيعة فحسب، بل جراء ممارساتها الإرهابية بحق سورية، ودعمها للتنظيمات الإرهابية ، إضافة إلى الإرهاب الاقتصادي الناجم عن حصار هذه القوى وإجراءاتها الاحترازية التي ذهب ضحيتها أكثر مما أحدثه الزلزال من ضحايا ومعاناة يواجهها السوريون اليوم.
هم يمتنعون عن المساعدة والقيام بواجبهم ومسؤولياتهم ويفرضون من خلال قانون ما سمي بقيصر على الآخرين ألا يقوموا بواجبهم تجاه هذا الحدث الجلل الذي ألم بالسوريين جراء الزلزال.
الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً، ما يراه من تداعيات الزلزال على دول المنطقة، لا يراه في سورية، ومواقفه مدعاة للسخرية كونها تحمل في مضمونها غايات خبيثة تريد الاصطياد بالماء الوسخ .
فلا غرابة أن الذي كان له الدور الأبرز في إشعال الإرهاب والحرب على سورية، أن لا يتأثر بتداعيات الزلزال المدمر الذي أصابها، فضحايا زلزال الإرهاب التكفيري الذي ضرب سورية منذ 12 عاماً، والإرهاب الاقتصادي، مازالت ارتداداتهما تتوالى حتى اليوم، ولا يمكن قياسه بضحايا زلزال إسكندرون، فعدد ضحايا الزلزال التكفيري الإرهابي، بلغ الملايين بين قتيل وجريح ومشرد ولاجئ، إضافة إلى تدمير مدن بأكملها.
إلى جانب ضحايا زلزال الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالاحتلال والحصار الأمريكي، وبقانون قيصر، وجرائم سرقة النفط ونهب ثروات سورية، وتفكيك مصانعها وسرقة معداتها، وقطع الماء عن السوريين، التي لا تقل عن عدد ضحايا القتل المباشر على يد الجماعات التكفيرية الإرهابية.
سورية شعباً وجيشاً وقيادة التي صمدت طيلة هذه الفترة ستتغلب على جراح كارثة الزلزال، وفي الوقت ذاته ستبقى عصية على مخططات أميركا والغرب والكيان الإسرائيلي، ولن تأبه لكل محاولاتهم القذرة للنيل من صمودها.
الشعب السوري ليس بحاجة إلى عون قاتل إرهابي ولا يقبل مساعدة من سفاح مجرم مثل أميركا والغرب، ولا يهمه أن يقلق عليه ويذرف دموعه الوقحة على ضحايا الزلزال، ويكفي أن يكف ذاك الغرب عن إرسال الأسلحة والأموال للجماعات التكفيرية، التي تعمل على تنفيذ مخططاته في سورية والمنطقة.
لكن مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يسارع برفع العقوبات الجائرة والإجراءات الاحترازية على سورية التي تتسبب بضحايا تفوق ضحايا عشرات الزلازل الطبيعية وربما المئات والآلاف، حيث سقط بنتيجتها آلاف الأطفال والنساء والشيوخ لعدم توفر ما يكفي من الغذاء والدواء والأجهزة الطبية فضلاً عن النفط والمواد الخاصة بالإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي.
ما أظهره شعبنا بكل ألوانه وأطيافه الرائعة في التعامل مع كارثة الزلزال هو نفسه الذي صمد طيلة اثني عشر عاما في مواجهة الإرهاب والحرب والحصار والعقوبات، وأعطى نموذجاً رائعاً في التآلف والتعاضد والتماسك يدا واحدة في مواجهة الزلازل الإرهابية والكارثية الطبيعية.

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد