الثورة – رولا عيسى :
وطن عبود أحد عناصر الإطفاء والدفاع المدني في مدينة جبلة المنكوبة من جراء الزلزال، كان من الناجين وأول الواصلين إلى الأبنية المتضررة من جراء كارثة الزلزال الذي ضرب جبلة وحول عددا كبيرا من أبنيتها إلى ركام وفي أقل من دقيقة.
ويقول عبود :الرعب الحقيقي إنك تتوجه بسيارة الإطفاء الساعة الرابعة والنصف صباحاً وتستيقظ على كارثة زلزال ضرب مدينتك، وأنت لاتعلم ماذا ينتظرك من مشاهد أنت أساساً تشعر بالخوف والرعب قبل أن تصل إليها جراء مصابك بها ، وفجأة ترى بناء مؤلفاً من ٧ طوابق هبطت بسكانها من نساء ورجال وأطفال. والأصعب الأصوات التي سمعناها ..
وأضاف “كل مابحاول نام بيرجع المشهد لذاكرتي وماعاد بقدر نام”..الحكي غير المشهد الفعلي،أشعر بتعب نفسي.. أنا ورفاقي لانحب الليل.
و يخبرنا عبود أن توقيت الزلزال كان صعبا وكذلك كان الطقس عاصفا وماطرا وباردا،ً وللوهلة الأولى اعتقدنا أنه إعصار ضرب المدينة. وعند خروجه مع رفاقه الأربعة من المبنى إلى عمليات الإنقاذ هبط حائط المبنى على زميله الإطفائي وأصيب في رأسه وأسعفوه الى المشفى ليبقوا ثلاثة إطفائيين، وعند وصولهم فوجئوا بهبوط عدد من الأبنية أحدها هبط بساكنيه وهو مؤلف من ٧طوابق وأحد المباني كان ضمنها أخت أحد الاطفائيين من زملائه الذي صدم بهبوط البناء عليها مع خمسة من أفراد أسرتها.
* رسالة طفل تحت الأنقاض
الإطفائي وطن عبود حدثنا عن عمليات إنقاذ لأشخاص ناجين ومصابين وكيف كان التعاضد والتكاتف من كل المحافظات ومن قبل فرق الإنقاذ والدفاع المدني الذين جاؤوا من دول عربية وصديقة للمساعدة، وكيف وقعت يده على ورقة بين الأنقاض لطفل ربما هو في مرحلة الروضة كتب عليها أبيات شعر عن الوطن، فذرفت عيناه الدمع قائلاً اسمي وطن والقصيدة المكتوبة بأحرف طفل صغير بعنوان “وطني” – وبالفعل يالها من مصادفة قدرية زادت المشهد حزناً.
تلك حكاية المنقذ وطن عبود رجل إطفاء شجاع أحب وطنه وساهم بإنقاذ العشرات مع فرق الإنقاذ و قال: إنه مر بلحظات حزينة ومفجعة لن ينساها أبداً.. لكنه حدثنا بأن ماحصل هو كارثة لايمكن التنبؤ بها وعلينا أن نكون يدا بيد لنتجاوز الآثار النفسية والمادية الكبيرة من جراء الزلزال العنيف.
