الثورة- آنا عزيز الخضر:
آﻻم ستبقى راسخة في النفوس، ولن تبرح الأرواح، مهما طال الزمن، تحديدا لأن من عاش الألم، هم هؤﻻء الأطفال، الأطفال السوريين، وقد دفعوا الضريية الأكثر قسوة ووجعا من جراء إرهاب مقيت، أرخى بكل شناعاته على كاهلهم…
هذه المﻻمح ينقلها لنا، ويركز عليها فيلم (بوظه) تأليف وإخراج (محمد سمير الطحان )… حول الفيلم وعوالمه وتفاصيله وخبايا عالم الطفولة السوري، تحدث الفنان قائلا:
يطرح الفيلم قصة طفلة، وجدت نفسها وحيدة في سن مبكرة من عمرها، لتعاني صعوبات الحياة في قرية من قرى ريف دمشق، التي تعرضت لويلات الإرهاب، مما يحرمها من الأمان بكل أشكاله، ومن أبسط حقوقها كطفلة في هذا العالم .
ويستمر هذا الوضع حتى تتحرر قريتها، وتعود الدولة بكل مفاصلها، لتمارس دورها في رعاية أبناء هذه المنطقة. ومنهم( منى)، التي يتم اكتشاف موهبتها الفذة بالرسم من قبل مبادرة شبابية ، لتشارك بعدها بمسابقة عالمية للأطفال بفن الرسم، وتفوز بالمركز الأول ، وتدعى إلى دمشق، ليتم تسليمها الجائزة ضمن حفل مخصص لذلك، لتبدأ تداعيات ذاكرتها، وهي تدخل العاصمة لأول مرة .
بعد انتهاء الحفل واستلامها للجائزة، يقوم مجموعة من الصحفيين بانتظارها لإجراء لقاءات معها ، وما تلبث أن توقع بهم صدمة كبيرة، عندما تجاوب إحدى الصحفيات حول أمنيتها، التي تشغل بالها في تلك اللحظة ، وهنا لن نحرق المفاجأة حول ماهية أمنيتها، ولكنها ترمز للكثير من الأحلام الصغيرة، التي ترافق مخيلات أطفالنا، خاصة من أكلت سنوات الحرب أيام طفولتهم، والذين يحتاجون للكثير من الرعاية والعناية و الاهتمام، ليتجاوزا كل رواسب الحرب، ويتم مداواة أرواحهم ليعدوا للحياة كمواطنين إيجابيين في المستقبل، ويتم الاعتماد عليهم في بناء سورية التي نحلم ونعمل من أجلها جميعا.
الفيلم فاز بمسابقة للنصوص أقامتها مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتم تأجيل إنتاج الفيلم لظروف إنتاجية، حتى تم إدراجه مع خطة هذا العام . ونأمل أن نشارك في هذا الفيلم في المهرجانات السينمائية الخارجية، لإيصال الصورة الحقيقية، لما عاناه ويعانيه الشعب السوري، جراء الحرب الإرهابية على سورية وآثارها التدميرية على الإنسان السوري.
الجدير ذكره قدمنا قصة ترمز إلى حلم أي طفل من اطفال سورية في ظل الحرب الإرهابية التي عانينا، ونعاني منها بهدف تسليط الضوء على هذه الشريحة المتعبة، والتي يجب الأخذ بيدها، وترميم روحها واعادة بنائها، بما ينعكس إيجابا على مستقبل سورية، التي نحب ونعمل من أجلها…
أصعب أنواع الدراما هي التي يكون صناعها من الأطفال .. فالبطلتان الأساسيتان هما طفلتان، واحدة بعمر الخامسة، والثانية بعمر العاشرة،
وهذه لا شك مغامرة، ولكنها محسوبة النتائج من خلال التحضير الجيد والمراهنة على مواهب مبشرة في المستقبل، سواء الأطفال أو الوجوه الشابة، التي لعبت بقية الأدوار