الثورة – حسين صقر:
لا يخفى على أحد أن مشكلة المخدرات من القضايا الملحة التي تكتسب أهمية متزايدة على مستوى العالم، نظراً لتأثيرها العميق على المجتمعات وصحة الأفراد، وتتسبب في مجموعة واسعة من الآثار السلبية، إذ تؤثر على الصحة البدنية والنفسية، ما يؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة مثل الاكتئاب والقلق وأمراض القلب.
وللوقوف على التأثيرات السلبية لهذه الآفة، التقت صحيفة الثورة مجموعة من الخبراء الذين أكدوا أن تعاطي المخدرات يتسبب في تفكك الأسر وزيادة معدلات الجريمة، يسعى المدمنون أحياناً إلى الحصول على المال لاستمرار عاداتهم غير الصحيحة والسليمة، وهو ما يؤدي إلى زيادة السرقات والجرائم الأخرى، كما تؤدي هذه الظاهرة إلى تآكل العلاقات الاجتماعية، وزيادة الضغوط الاقتصادية على الأفراد والأسر.
إصابة في الأمراض المعدية
وقال الدكتور مروان شكري عطا الله لـ”الثورة”: إن تعاطي المخدرات يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد، خاصةً بين فئات الشباب.
وأضاف: كما تؤثر المخدرات على الجهاز العصبي والمخ، ويعدان من أكثر أجهزة الجسم التي تتضرر من تعاطي المخدرات، ولاسيما على نظام المكافأة في المخ الذي يتسبب في الرغبة الملحة في تعاطي المخدر، ما يؤدي إلى الإدمان.
آثار نفسية
من ناحيتها الاختصاصية النفسية دعد عمران قالت: إن تعاطي المخدرات من أخطر الآفات التي نعاني منها في عصرنا الحالي، وقد انتشرت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، وأثرت على صحة الفرد النفسية والبدنية وغيّرت من طريقة تفكيره وسلوكياته، ولم تقتصر أضرار المخدرات على الفرد، بل امتدت لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مما يعني خطر شيوع الفساد الأخلاقي، والعنف، والجريمة.
وأضافت: يؤدي تعاطي المخدرات إلى حدوث تغيرات في كيمياء المخ وهو ما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والعقلية للفرد، بل ويغير طريقة تفكيره، وتشمل أضرار المخدرات النفسية الإصابة بالعديد من المشكلات والاضطرابات، منها القلق والأرق: اختلال توازن بعض النواقل العصبية في المخ ما يؤدي إلى توليد الشعور بالقلق والإصابة بالأرق والاكتئاب والشعور بالذنب والعار وتقلبات المزاج.
ونوهت بأنه أيضاً يتسبب التعاطي بحدوث تغيرات دائمة في طبيعة شخصية الفرد وتصرفاته، إذ تؤثر الرغبة المستمرة في تعاطي المخدرات، والتغيرات التي تحدث في الدماغ وما يصاحبها من اكتئاب وقلق على طريقة تصرف الشخص في حياته اليومية، بالإضافة للذهان الذي يعد من أخطر الأضرار على العقل والهلوسة ورؤية أو سماع أشياء غير موجودة، أو الأوهام وهي الإيمان بمعتقدات وأفكار لا تمت للواقع بصلة، ويمكن أن تؤدي للانتحار.
متعددة وخطيرة
من ناحيتها الدكتورة الصيدلانية ولاء حسين قالت: تقسم المخدرات حسب تقسيم وضعته منظمة الصحة العالمية بناءً على طريقة تحضيرها، إلى نوعين الطبيعية، وهي تلك المواد المخدرة بصورتها داخل الطبيعة الأم بدون تدخل من الإنسان أو إحداث أي إضافات عليها والتي عادةً تكون نوعاً من النباتات، مثل نبات القنب الذي تستخرج منه الماريجوانا والحشيش، والمخدرات الصناعية، ويُقصد فيها تلك المواد الصناعية الكيميائية والمخدرات الصناعية التخليقية هي أخطر أنواع المخدرات، وتتعدد أضرارها لتطول الجسد وكذلك الصحة النفسية، ومنها: الهيروين، والكوكايين، والمورفين، وحبوب الهلوسة.
وأضافت: من أخطر الأضرار الناتجة عن هذين النوعين من المخدرات على الصحة والجسم ضمور كامل في عضلات الجسم، وضعف في الذاكرة، وهبوط في الدورة الدموية ما قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة، وتليف الكليتين والكبد.. فضلاً عن الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والإصابة بالأمراض التنفسية مثل الالتهاب الرئوي والدرن، انسداد الأوردة نتيجة للحقن المتكرر، بالإضافة للإصابة بمرض الإيدز نتيجة تداول استخدام الحقن.
فرصة للشفاء
وقالت حسين: ولكن مهما بلغ هذا الضرر يكون هناك دائماً فرصة لإنقاذ المتعاطي وإخضاعه لبرنامج علاج وإعادة تأهيل مناسب لطبيعة كل حالة ودرجة الإدمان، وما على ذويه إلا اختيار مصحة علاج الإدمان الأنسب والتي تتبع أحدث الأساليب والمناهج العلاجية في علاج الإدمان وفقاً لأحدث دراسات وطرق معتمدة لضمان الحصول على النتيجة المرجوة.