من تحت الطاولة

كلما تعرضنا لأزمة ننسى ما قبلها من الأزمات، وهكذا تراكمت الأزمات وتعمقت المعاناة وتوالت الخسارات.. وهذا ما نعيشه اليوم ويجعلنا نترحم على أيام صعبة مضت كنا نتوقع أنها الأسوأ.
القطاع الزراعي هو من حملنا كل هذه السنوات ورغم معرفتنا بذلك لم نستطع على الأقل الحفاظ عليه، ومؤشرات الإنتاج التي تشهد تراجعا كل عام  عن العام الذي سبقه خير شاهد رغم ما نسمعه عن إدخال مساحات زراعية جديدة ومشاريع ري.
الحصول على السماد أصبح  صعبا بأسعاره ونوعيته بعد أن تم إعطاء معمل السماد للاستثمار الخاص رغم أن السماد أمن غذائي ،وأن الجهة المستثمرة لم تلتزم بشرط واحد من بنود العقد ولاسيما تحديث المعمل ومضاعفة إنتاجه، ولم ننجح في ملف مقايضة الفوسفات بالسماد مع أن دولا صديقة تسيطر على إنتاج السماد عالميا وترحب بالمقايضة، ولكن للأسف حتى الصفقات التي تمت مقايضتها أتت بعد انتهاء موسم الزراعة، ونوعية الأسمدة ليست جيدة، وإجراءات التوزيع وكميات السماد المخصصة كانت بحد ذاتها دافعا لكل مزارع للاستغناء عن الكمية المتاحة.
المحروقات ايضا هي معضلة صارخة عن سوء إدارة الكميات المتاحة وتوزيعها للمزارعين، وأصبحت المحروقات موسما ينتظره المعنيون بتوزيعها والجهات المشرفة عليها للابتزاز والمتاجرة وإذلال المزارع، ونتمنى أن ينتهي هذا الأمر مع اعتماد البطاقة الذكية لتوزيع المخصصات وألا يضيع في اعتماد محطات وقود بعيدة عن سكن المزارع ،حيث كان يتم تحديد محطة معينة لتوزيع المخصصات وفي يوم محدد وتبعد مسافات كبيرة للحصول على كمية تقل عن عشرة ليترات،فيحتاج الشخص إلى نصف نهار للحصول عليها ويدفع قيمة نصفها أجور طريق للوصول لمحطة الوقود ، وعليه يجب أن تكون المخصصات متاحة بكل المحطات التي تبيع المادة.
المبيدات الزراعية هي المعضلة الأخرى التي عجزت الجهات المعنية عن توفيرها ، كما ساهمت شروط تصنيع المبيدات التي تم تفصيلها على مقاس شركات بعينها إلى توقف أكثر من عشرين  معملا لتصنيع المبيدات الزراعية والصحية،وكانت النتيجة امتلاء الأسواق بمبيدات مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية وبأسعار فلكية.
معاناة ومشاكل القطاع الزراعي واضحة ومعالجتها لا يحتاج لكثير من العصف الفكري، ولكنه يحتاج لإرادة يبدو أنها لاتزال تحت سيطرة تجار امتهنوا  استثمار الأزمات بمؤازرة شركاء  منتفعين في الجهات المعنية يجيدون صياغة القرارات وتبريرها بما يزيد من المعاناة ويزيد أرباحهم.

معد عيسى

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب