فؤاد العجيلي:
كشف مدير الهيئة العامة لمشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية في حلب الدكتور محمد بسام حايك أن الزلزال الأخير الذي حدث الاثنين الماضي كانت له تأثيرات نفسية سلبية أكبر من سابقاته التي حدثت في 6 شباط الجاري .
والسبب يعود الى أن المواطنين تكونت لديهم صوراً حية عن الآثار الجسمية والنفسية والكوارث والتهدمات التي نتجت عن كارثة الزلزال الأول ، الأمر الذي كوّن لديهم مخزوناً معرفياً عن النتائج التي يمكن أن يحدثها الزلزال ومايتبعه من هزات سواء أكانت ارتدادية أم غير ذلك .
استجابة طارئة بفرق متخصصة
وأضاف أن الهيئة كانت لها استجابة طارئة فور وقوع الزلزال الأول ، حيث تمّ تشكيل فرق عمل مكونة من طبيب نفسي اختصاصي وآخر مقيم مع مرشد نفسي ومعالج نفسي وباحث اجتماعي وتمريض نفسي مع مدير حالة ، مع الإشارة إلى أن الهيئة عممت أرقاماً للتواصل معها على وسائل التواصل الاجتماعي أو بالاتصال المباشر بتلك الأرقام ، وبناء عليه تمّ التوجه بحسب النداءات التي كانت تردنا من مدينة حلب سواء داخل مراكز الإيواء أم خارجها بحسب حاجة المرضى .
علاج 100 مريض يومياً
وأشارمديرعام الهيئة إلى أنه بعد حدوث الزلزال المدمر في ٦ الشهر الجاري، يتم تقديم العلاج إلى نحو 100 مريض يومياً سواء داخل مراكز الإيواء أم خارجها ، لافتاً أن الهيئة كانت قد أطلقت ، مبادرة تستهدف استمرار تقديم خدماتها للمحتاجين إلى علاج نفسي داخل مدينة حلب، تحت إشراف وزارة الصحة ، وبالتعاون مع مديرية صحة حلب والجهات التي تقدّم الخدمات في مراكز الإيواء ، وخصوصاً الأمانة السورية للتنمية والشؤون الاجتماعية والأوقاف والتربية والهلال الأحمر العربي السوري .
لايسبب أمراضاً نفسية
وأكد الدكتورحايك بأن الزلزال لا يسبب أمراضاً نفسية ، ولكنّه يسرّع في حدوث تلك الأمراض ، التي هي بحاجة دائماً إلى الوقاية والتطمين والتداخل العلاجي المباشر ، كاشفاً عن حدوث بعض الاضطرابات النفسية الشائعة بعد الزلازل تتمثل باضطراب الكرب الحاد واضطرابات الهلع والقلق الشديد المعمم واضطرابات النوم ، كما أنه يمكن أن يحدث وعلى المدى الطويل اضطراب الكرب التالي للشدة النفسية المزمن وأعراض اكتئابية.
التعامل الايجابي
وفيما يتعلق بالأطفال ومدى تأثرهم بالكوارث أوضح أن الأطفال والفئات المهمشة والمستضعفة – يتأثرون أكثر من غيرهم بالكوارث ، ومنها الزلازل ، لصعوبات خاصة بهم ، داعياً إلى ضرورة أن نعمق لديهم القدرة على التعافي والأمور الإيجابية وليس تعميق الخوف والقلق ،إضافة إلى ضرورة التدخل العلاجي السريع لدى الأطفال مثل ممارسة الألعاب والرياضة والحركات الإيجابية ، والتعلم الفعّال كلعب الأدوار المسرحية وتكريس الرسم والفنون، والأهم تقديم معلومة دقيقة وواضحة وصريحة، مع تحاشي الكذب والمعلومات المغلوطة.
منظومة عمل متكاملة
وختم حديثه بأن الهيئة العامة لمشفى ابن خلدون ، هي المؤسسة المتخصصة بتقديم خدمات الرعاية النفسية في مستوياتها كافة، انطلاقا من خدمة الإسعاف النفسي الأولي والتداخل النفسي العلاجي بشقيه المعرفي والسلوكي والعلاج غير الدوائي، إضافة إلى العلاج بالتداخل الدوائي للمرضى الذين يحتاجون إليه.
