الثورة – ميساء الجردي:
انطلقت اليوم فعاليات ورشة العمل التي نظمها المعهد الوطني للإدارة العامة “إينا” تحت عنوان الاستجابة الوطنية لكارثة الزلزال وإدارة آثاره وذلك في مقره بالتل بريف دمشق، بمشاركة باحثين ومختصين في المجالات الهندسية والصحية والأهلية والقانونية والإعلامية.
تناول المشاركون في الورشة العديد من الدراسات والأبحاث حول العوامل المؤثرة في شدة الزلزال وآثاره وتحديات العمل الهندسي في رفع كفاءة الأبنية المقاومة لهذه الكوارث وتبعات الزلزال من الناحية الاقتصادية ومنهجية التقييم المتكامل للأضرار والخسائر والإدارة الفعالة للحد من خطر الزلازل باستخدام الجيومعلوماتية والذكاء الصنعي مع تقديم تجارب إقليمية ومحلية.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم أكد في تصريحه للإعلاميين أن ورشة اليوم تركزت على تعريف الزلزال وأسبابه وما هي الكوارث التي تنتج عنه، وجملة من الأمور التطبيقية التي ترتبط بالجوانب الهندسية سواء بالدراسات والتدقيق أو الإشراف والتنفيذ وما هي الاشتراطات بالعلوم الهندسية الواجب اتخاذها بالكودات أثناء الدراسات وأثناء التصميم والتنفيذ.
معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة معتز القطان لفت الى أنه ومنذ بداية وقوع الكارثة تم وضع خارطة طريق لمعالجة تداعيات وآثار الزلزال وتحديد الأولويات في الحفاظ على الأرواح وانتشال الضحايا وتقديم الرعاية الصحية لكافة المصابين وتأمين الإيواء المؤقت اللائق، مبيناً أن المرحلة اللاحقة كانت هي مرحلة التقييم الإنشائي للمباني التي تضررت من الزلزال وصولاً إلى المرحلة الحالية التي تم المباشرة فيها وهي تقديم تقارير فنية عن كل بناء يتم الكشف عليه لوضعه ضمن خطة معالجة الأضرار ووضع الحلول النهائية.
من جانبه بين محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي أن الزلزال كان درساً مهماً للجميع من أجل أخذ إجراءات قانونية لحماية المباني من الكوارث ومحاولة العمل على السلامة الإنشائية وخاصة أن الزلزال أظهر عدة نقاط ضعف كانت موجودة سابقاً وخاصة المخالفات التي كانت تبنى دون مخططات هندسية ودون أي اشراف هندسي وفني، وحتى المرخص منها كان هناك فقر في الإشراف الهندسي، ولهذا فإن المحافظة اليوم ستتخذ إجراءات تتعلق بالتشديد على منع تشييد المخالفات وإعادة تطوير البيتون السوري لكي يتناسب مع الواقع الراهن والتشدد الكبير في مراقبة تنفيذ البناء.
من جانبه مدير المعهد الوطني للإدارة العامة الدكتور عبد الحميد الخليل قال: نحن نهدف من هذه الورشة للوصول إلى أدوار متكاملة في موضوع الكوارث الزلزالية فكان هناك تركيز على دور الإغاثة والدور الهندسي والإنشائي والدور الإعلامي ودور المجتمع الأهلي للخروج بمنهجية عمل واضحة للعمل عليها في المستقبل وتقليل سلبيات الكوارث ومنع حدوث أي تداعيات لاحقة.
الدكتور عبد السلام زيدان أستاذ في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق قدم بحثاً علمياً ركز فيه على التحديات التي تتعلق بالعمل الهندسي سواء بمرحلة التصميم والدراسة أو مرحلة التنفيذ والترخيص وكذلك الاستثمار، لافتاً إلى وجود العديد من التوصيات المهمة في اعتماد طرق للتعامل مع الزلزال كدراسة وترخيص من قبل الزملاء بنقابة المهندسين، وأخرى متعلقة بالتصاميم المقاومة للزلزال الأساسية وآليات الضبط خلال مرحلة التنفيذ بشكل ملائم وصحيح.