رفيق الكفيري:
توقف الأعمال الكهربائية الميكانيكية والإنشائية لمدة تتجاوز11 عاماً، في محطّات المعالجة لبلدات(ملح، وسالة، ونمرة)، أدى إلى تردي الواقع البيئي في تلك البلدات، نتيجة لمياه الصرف الصحي المتجمعة على شكل مستنقعات بالقرب من منازل المواطنين، وضمن الأراضي الزراعية، ما ألحق أضراراً بيئية وصحية جرّاء ما يصدر عنها من روائح كريهة، وانتشار للحشرات الضارة والقوارض الناقلة للأمراض المعدية ، إضافة إلى خروج مئات الدونمات المزروعة بالمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة عن الاستثمار نتيجة غمرها بمياه الصرف الصحي وحيلولة وصول الآليات الزراعية وفق ما ذكره عدد من المزارعين في البلدات المذكورة آنفاً ،يضاف لذلك خطورة وصول المياه الملوثة إلى سدة رشيدة، وتحول وادي نمرة المغذي لسد شهبا إلى مصب دائم لمياه الصرف الصحي، علماً بأن الوادي يحاذي الآبار الارتوازية المخصصة لمياه الشرب.
الأعمال البنائية في تلك المحطّات بدأت منذ العام 2012 ،ورغم انطلاقها منذ عام 2012، إلا أن ما تمّ تنفيذه خلال السنوات الماضية كان خجولاً، كون تلك المشروعات وحسبما ذكر رؤساء الوحدات الإدارية لتلك البلدات توقف العمل بها ، نتيجة لإحجام المتعهدين عن إكمال الأعمال بها بذريعة عدم صرف فروقات الأسعار لهم من محافظة السويداء، وارتفاع أسعار مستلزمات البناء غير المتوافقة مع الأسعار العقدية لتلك المحطّات.وهذا ما أشار اليه رؤساء مجالس البلديات التي تقع تلك المحطّات في مجال عملها .
مدير الشركة العامة للصرف الصحي بالسويداء المهندس جهاد خلف زين الدين أشار إلى ضرورة أن تقوم المحافظة باتخاذ القرارات اللازمة بخصوص الإجراءات القانونية والمالية لمشاريع محطات المعالجة المذكورة آنفا على الموازنة المستقلة ،لافتاً إلى جملة من الصعوبات التي تعاني منها الشركة وأبرزها النقص الحاصل بالمحروقات حيث تقدّمت الجهات المتعهدة للمشاريع بكتب توثق عدم تزويدهم بالكميات المطلوبة من المازوت و توقف بعض التجهيزات الكهربائية والميكانيكية العاملة في محطّة معالجة العفينة وزيادة أعطالها نتيجة عدم انتظام وانخفاض التوتر في التيار الكهربائي المغذي للمحطّة مما يؤدي لعدم إقلاع العديد منها ،والحاجة الماسة لشبكة تغذية كهربائية جديدة معلقة في المحطة بدلاً من الشبكة تحت الأرضية المتضررة نتيجة الغازات والأبخرة والقوارض ،إضافة لضرورة إصلاح بعض الرواجع والتجهيزات بالمحطّة وتأمين كواشف لا جراء التحاليل المخبرية بالمحطّة يضاف اليهاعدم قدرة الشركة القيام بأعمال الصيانة للشبكات المنفذة نظراً لعدم انتهاء اللجان القضائية المكلفة بجرد ونقل الموجودات في الوحدات الإدارية إلى الشركة حيث تبقى مسؤولية صيانة شبكات الصرف الصحي المستثمرة على عاتق الوحدات الإدارية .
وبيّن مدير عام الشركة انه يتم حالياً متابعة إنجاز مشاريع خطوط ومصبات صرف صحي رئيسية في بلدة المزرعة ،والخط الرديف لحماية سد سهوة بلاطه ،مصبّات وخطوط بلدة مفعلة ،خطوط رئيسية لقرية نمرة شهبا ، مصب بلدة عرمان ، مصب السكن الشبابي في قرية سليم ، وتراوحت نسب الإنجاز فيها بين 78 و100 بالمئة .