ديب علي حسن:
يعرف شهر آذار أنه بين فصلين يمهد الأول للثاني بما فيه من خير المطر الذي يجعل الربيع حقل ألوان.
والثاني الربيع الذي يزهر ليكون الثمر في الصيف ..من هنا كان في المثيولوجيا شهر الأساطير التي انتشرت من سورية إلى العالم كله.
وإذا أضفنا إلى ما سبق الفعل الحقيقي الذي أنجزه السوريون بعد ثورة الثامن من آذار ببناء الإنسان المؤمن بقضيته وعدالة نضاله المتجذر بعروبته المتطلع دائماً إلى دور ثقافي وحضاري وقد تعزز هذا الدور والموقف بعد الحركة التصحيحية وترسخ نهجاً في التطوير و التحديث وغدت سورية مثالاً بالفعل في البناء والدور والقدرة على استقلالية القرار.
من هنا نقرأ العدوان الإرهابي الذي كان عليها بأدوات خارجية وأرادوا له أن يكون في شهر آذار تحت مسميات نعرف أنها الأكذوبة الكبرى..
فهل من ربيع يدمر ويقتل ويحرق ويستجدي العدوان الخارجي ؟
الأمر كان ومازال أكثر من مكشوف ومعروف والغاية هي اغتيال العقل السوري الفاعل اغتيال الثقافة وتشويه الهوية..
ولكن ما تأسس في سورية وتجذر في آذار والتصحيح كان جدار الصد الحقيقي الذي أعاد توازن الأقطاب في العالم من خلال الصمود والبطولة وعلى العالم كله أن يعترف أن الإنسان هو من قلب واقع الهيمنة الغربية وأعطى الأمل للشعوب في العالم أن الهيمنة الأميركية ليست قدراً أبداً ..
واليوم ونحن نحتفي بالذكرى الستين لثورة الثامن من آذار..نعرف أن الإنسان كان غايتها وبوصلتها وكل يوم تتجذر الحقيقة ..