الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
أولاً، دعونا نلقي نظرة على العناوين الرئيسة للعديد من المقالات الإعلامية الأمريكية في الأيام الأخيرة:
صحيفة وول ستريت جورنال : الولايات المتحدة والصين تغوصان أكثر في دوامة العداء.
واشنطن بوست: الخلاف بين الولايات المتحدة والصين يتسع فقط. واشنطن تايمز: لقد دخلنا في حرب باردة جديدة مع الصين.
هذه هي أحدث تفسيرات هذه الوسائل الإعلامية للعلاقات الصينية الأمريكية، وعلى الرغم من اختلاف وجهات نظرهم ومواقفهم، يمكننا أن نشعر بالجو المتوتر.
أكدت هذه العناوين بشكل غير مباشر التحذير الذي أصدره وزير الخارجية الصيني شين جانغ مؤخراً: “إذا لم تضغط الولايات المتحدة على المكابح واستمرت في الإسراع في المسار الخطأ، فلن يمنع أي قدر من الحواجز الخروج عن المسار، وسيكون هناك بالتأكيد صراع ومواجهة”.
إن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تحاول تصنيف الدبلوماسية الصينية وتصوير الصين على أنها المسؤولة عن تصعيد التوترات في العلاقات الصينية الأمريكية، فمن الذي يضر بالعلاقات الثنائية وحتى بالسلام العالمي بإظهار مخالبه الحادة؟. من أجل تجنب سوء الفهم، نحتاج إلى الإجابة على هذا السؤال بشكل صحيح.
لقد لاحظنا أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية قد ذكرت بوادر انحسار التوترات الصينية الأمريكية التي ظهرت في العلاقات بين الجانبين قبل أسابيع قليلة فقط واستخدمتها للإشارة إلى هشاشة العلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم، إذن ما الذي تسبب في توتر هذه العلاقات مرة أخرى؟ هل لأن الصين تقول الحقيقة؟. إن إرسال البنتاغون لصاروخ جانبي على ارتفاع 20 ألف متر، وكذلك ظهور طائرة مقاتلة من طراز F-22، هو الذي حول حادثاً عرضياً إلى أزمة دبلوماسية.
إن عقلية الجانب الأمريكي المشوهة تجاه الصين هي السبب الرئيس لتقويض العلاقات الصينية الأمريكية، حيث يتوق البعض في الولايات المتحدة إلى انتقاد الصين، حتى عندما تقول الصين الحقيقة.
في السنوات الأخيرة، لم تشن الولايات المتحدة حرباً تجارية ضد الصين فحسب، بل نفذت أيضاً عقوبات تكنولوجية وسعت إلى فك الارتباط، وطرح الكونغرس الأمريكي باستمرار مشاريع قوانين مناهضة للصين تهدف إلى احتواء وقمع الصين، وتدعي إدارة بايدن أنها لا تسعى إلى الصراع، ولكنها في الواقع تواصل إمداد جزيرة تايوان بالأسلحة، وتجري عمليات استطلاع متكررة عن قرب على أعتاب الصين، حتى السفير الأمريكي في الصين أثار مراراً وتكراراً العلاقات الصينية الأمريكية علناً وعلى وسائل التواصل الاجتماعي منذ توليه منصبه.
إن الولايات المتحدة عندما تضغط على الصين بلا هوادة مثل ذئب جائع مع شهية نهمة للجغرافيا السياسية، سيتم تصوير الصين على أنها التهديد رقم 1 إذا حملت أسلحة للدفاع عن النفس، وستعمل الولايات المتحدة باستمرار على رفع موقفها العدواني.
ولكن أين بالضبط هددت الصين الولايات المتحدة؟ نخشى أن العديد من الأمريكيين ليس لديهم إجابة على ذلك، وبالنسبة للعديد من نخب واشنطن، فإن تنمية الصين ورغبة الشعب الصيني في حياة أفضل هي نوع من الخطيئة الأصلية، لأن أحد التفاصيل الجديرة بالملاحظة هو أن تقرير عمل الحكومة لهذا العام يواصل التركيز على التنمية المحلية، ولم يذكر الولايات المتحدة على الإطلاق.
في المقابل، يذكر خطاب حالة الاتحاد في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة الصين كل عام، وهذا يعكس بوضوح مناهج التنمية المختلفة جوهرياً للبلدين، حيث لا تعتمد الصين على الحرب أو الاستعمار أو النهب ولكنها طورت طريقها الخاص نحو التحديث الصيني، بينما يبدو أن واشنطن لا تستطيع أن تجد الدافع لتنميتها دون خلق صراعات مع دول أخرى.
بعبارة أخرى، تعتمد تنمية الصين على عملها الجاد وحكمتها، بينما لا تزال واشنطن منغمسة في حلم الهيمنة والاستبداد والتنمر القديم.
ورداً على تصريحات شين، صرح البيت الأبيض في وقت لاحق أن الولايات المتحدة تسعى إلى المنافسة ونحن لا نسعى إلى الصراع، ولا نريد الصراع.
هذا هو الخطاب الذي يستخدمه الجانب الأمريكي كثيراً، ومع ذلك، تأمل واشنطن ألا ترد الصين بالقول أو الفعل عند الافتراء أو الهجوم؛ كيف يمكن أن يكون هذا ممكناً؟، فقد نقلت مقالة في إحدى وسائل الإعلام الأمريكية عن مسؤول أمريكي كبير سابق قوله: كلما اتخذنا خطوات أكثر حزماً وبلا اعتذار، للدفاع عن أمننا القومي كلما زاد احترام هذه الحدود، عندما قالت وسائل الإعلام هذا، حتى لو كان لديهم قدر ضئيل من التعاطف، فلن تتضرر العلاقات الصينية الأمريكية كثيراً، وكان السلام والتنمية في العالم أقل تهديداً.
المصدر- غلوبال تايمز