شطارة “السورية للتجارة”!

تبدو خطوة جيدة أن توسّع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “التموين” دائرة المواد التي ستوزعها عبر بطاقة الخدمات الإلكترونية “الذكية”، على الرغم من تأخرها في الاستفادة من الميزات واسعة الطيف التي تتيحها البطاقة، لإدارة النقص والاختناقات التي تعتري السلع الأساسية في يوميات المستهلك.
لكن إعلان الوزارة مؤخراً عن تحميل بعض المواد الغذائية على البطاقة خلال شهر رمضان، يخفّز سؤالين اثنين في ذهن من يتابع.. الأول لماذا في شهر رمضان فقط؟.. والثاني يتعلق بمصدر المواد التي ستحملها البطاقة، بما أننا بعيدين زمنياً عن موسم إنتاج هذه المواد.. أي لامخازين لدى المؤسسة السورية للتجارة كي توزعها وفق حصص مدروسة؟
من المهم والواجب والحكمة أن تحمل البطاقة الذكية قائمة طويلة من المواد الأساسية للمستهلك، مواد من إنتاج الفلاح السوري بالدرجة الأولى ” برغل، فريكة، حمص، عدس، فول يابس، بازلاء يابسة..” و مواد أخرى في أوقات الاختناقات..
لكن شريطة أن تكون “السورية للتجارة” هي من تسوِّق هذه المنتجات مباشرة من الفلاح لا من التاجر.
على الأرجح سوف يكون الأخير -التاجر –  مصدر المواد التي ستبدأ المؤسسة بتوزيعها خلال أيام، فأين الخدمة التي أسدتها الوزارة للمستهلك.. وهل ثمة أزمة أو نقص يعتري هذه المواد حالياً؟..
لابأس لنعتبرها تجربة ومقدمة لترسيخ عادة التسوق عبر البطاقة ريثما تبدأ المواسم، وعندها لاعذر مقبولاً لدى السورية للتجارة إن تلكأت في شراء المحاصيل من الحقول مباشرة، و هي قادرة كما نعلم، لديها أسطول نقل كبير و مستودعات بمساحات كبيرة جداً، و لديها عمَّال تعبئة وتغليف ويمكنها استقدام المزيد عند الحاجة..
أما أن تبقى تتسوق من التاجر الذي اعتاد على استغلال الفلاح والمستهلك معاً، فهذه ليست شطارة ولا تدخل إيجابي.. بل على العكس تدخل سلبي..
الموسم بات غير بعيد، وننتظر أن تفاجئنا “السورية للتجارة” بظهور شاحناتها وسط حقول الحمص والعدس وكل ماتنتجه الأرض السورية الطيبة.

نهى علي

آخر الأخبار
شبكة حقوقية توجه نداء استغاثة لفتح وصول إنساني شامل إلى السويداء ودعم المُشرَّدين قسرياً خدمات إنسانية وصحية في درعا لمهجّري السويداء  "سوريا الجديدة دولة و وطن".. حلقة نقاشية في جامعة دمشق هدى محيثاوي .. صوت الوطن من  سويداء القلب  نقاشات موسعة أهمها إنشاء مركز تحكيم تجاري ..  خارطة طريق لتطوير العمل التجاري بين القطاعين العام وا... رئيس المخابرات البريطانية السابق: الاستقرار في دمشق شرطٌ أساسي للسلام الإقليمي  "حرب الشائعات".. بين الفتنة ومسارات الخلاص أحمد عبد الرحمن: هدفها التحريض الطائفي وإثارة الفوضى تآكل الشواطئ يعقد أزمة المياه مشهد يومي من جرمانا.. يوحّد السوريين ويردّ على الشائعات بالتآخي  المحامي جواد خرزم لـ"الثورة": تطبيق العدالة الانتقالية يحتاج وعياً استثنائياً  إنهاء تعظيم الفرد والديكور السلطوي.. دمشق خالية من رموز الأسد المخلوع خلال 15 يوماً الصناعة تبحث عن "شرارة".. فهل تُشعلها القرارات؟ "أوتشا": نزوح أكثر من 93 ألف شخص جراء الأحداث في السويداء  ضماناً لحقوق الطلبة.. تصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة بدقة وشفافية  فيدان: أي محاولة لتقسيم سوريا ستعتبر تهديداً مباشراً لأمن تركيا القومي سوريا في مرمى التضليل الإعلامي استخلاص العبر في التطبيق والاستفادة من دروس الآخرين  "دماء السوريين حرام".. من  خطابات الكراهية إلى ضفة الأمان والسلامة أهالي مدينة حمص عطشى.. نادر البني لـ"الثورة": مبادرات مجتمعية لتأمين مياه الشرب حملة إغاثة من ريف دمشق إلى المهجرين في مراكز الإيواء بدرعا