تبدو خطوة جيدة أن توسّع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “التموين” دائرة المواد التي ستوزعها عبر بطاقة الخدمات الإلكترونية “الذكية”، على الرغم من تأخرها في الاستفادة من الميزات واسعة الطيف التي تتيحها البطاقة، لإدارة النقص والاختناقات التي تعتري السلع الأساسية في يوميات المستهلك.
لكن إعلان الوزارة مؤخراً عن تحميل بعض المواد الغذائية على البطاقة خلال شهر رمضان، يخفّز سؤالين اثنين في ذهن من يتابع.. الأول لماذا في شهر رمضان فقط؟.. والثاني يتعلق بمصدر المواد التي ستحملها البطاقة، بما أننا بعيدين زمنياً عن موسم إنتاج هذه المواد.. أي لامخازين لدى المؤسسة السورية للتجارة كي توزعها وفق حصص مدروسة؟
من المهم والواجب والحكمة أن تحمل البطاقة الذكية قائمة طويلة من المواد الأساسية للمستهلك، مواد من إنتاج الفلاح السوري بالدرجة الأولى ” برغل، فريكة، حمص، عدس، فول يابس، بازلاء يابسة..” و مواد أخرى في أوقات الاختناقات..
لكن شريطة أن تكون “السورية للتجارة” هي من تسوِّق هذه المنتجات مباشرة من الفلاح لا من التاجر.
على الأرجح سوف يكون الأخير -التاجر – مصدر المواد التي ستبدأ المؤسسة بتوزيعها خلال أيام، فأين الخدمة التي أسدتها الوزارة للمستهلك.. وهل ثمة أزمة أو نقص يعتري هذه المواد حالياً؟..
لابأس لنعتبرها تجربة ومقدمة لترسيخ عادة التسوق عبر البطاقة ريثما تبدأ المواسم، وعندها لاعذر مقبولاً لدى السورية للتجارة إن تلكأت في شراء المحاصيل من الحقول مباشرة، و هي قادرة كما نعلم، لديها أسطول نقل كبير و مستودعات بمساحات كبيرة جداً، و لديها عمَّال تعبئة وتغليف ويمكنها استقدام المزيد عند الحاجة..
أما أن تبقى تتسوق من التاجر الذي اعتاد على استغلال الفلاح والمستهلك معاً، فهذه ليست شطارة ولا تدخل إيجابي.. بل على العكس تدخل سلبي..
الموسم بات غير بعيد، وننتظر أن تفاجئنا “السورية للتجارة” بظهور شاحناتها وسط حقول الحمص والعدس وكل ماتنتجه الأرض السورية الطيبة.
نهى علي