همسة زغيب:
برع الفنانون التشكيليون بالتعبيرعن ألمهم جراء كارثة الزلزال التي حلت بالبلاد، وحرصوا على تقديم الدعم المعنوي والمادي للمنكوبين، فكان لهم دور فعال وشجاع، وروح قوية تفوح منها رائحة الكرم والشهامة وقفوا يداً واحدة في هذه المحنة، تعبيراً عن تضامنهم مع المتضررين، واجتمعوا على فعل الخير والواجب الوطني والإنساني لدعم أبناء وطنهم وإخوتهم بطرق مختلفة وفق إمكاناتهم.
الفنانة التشكيلية صريحة شاهين تأثرت بالكارثة وحاولت باعتبارها فنانة تشكيلية التعبير بالرسم قائلة: “بصفتي فنانة تشكيلية يجب أن يكون الفن جزءاً من هذا العمل أو الحملة التي تنظم في سبيل تقديم المساعدات لمنكوبي الزلزال، لإيصال رسائل إنسانية حقيقية للناس، إنها محنة كبرى تتطلب مواقف إنسانية كبرى لذلك قمت برسم عدة لوحات من وحي الزلزال، ومنها كانت اللوحة التي رسمتها وقد عرضتها ضمن مزاد علني، وقد أنجزت لوحة باسم “صرخة وطن ” كل من فيها يصرخ ياالله وستجمع عائدات لوحاتي لدعم ضحايا الزلزال”.
وأضافت لقد ضاعف الزلزال الذي ألم بوطننا الغالي سورية مساحة الجرح الهائل الذي أصبنا به منذ سنوات كينونتنا وكياننا دون أن نعرف متى سيلتئم هذا الجرح وهل بالأساس هو قابل للالتئام فجرح اليوم من هول الزلزال، لكنها فعلاً توازي وتستكمل كل مآسيها.
لقد عشنا سنوات طويلة بمعاناة كبيرة جداً من تداعيات الحرب وكنا شعباً صبوراً ونحن نحاول جاهدين الصمود والاستمرار وتابعنا حياتنا متفائلين بغد أفضل رغم كل الظروف الصعبة، لقد ضحى بلدنا بقوافل من الشهداء الأبرياء الذين صمدوا وضحوا بدمائهم دفاعاً عنه، وأنا أيضاً فقدت فلذة كبدي ابني الغالي في عام 2015 وفي تلك الفترة لم أتمكن من استكمال معرضي بسبب استشهاده، وفي سنة 2016 أقمت معرضاً تحت اسم “سورية الأم” هدية لابني الشهيد وجميع الشهداء والأمهات الشهداء وكان توقيته في يوم عيد الأم.
واختتمت الفنانة صريحة شاهين قائلة: أقف اليوم بإجلال أمام أرواح سقطت وأمام جرحى أصيبوا بين أكوام الحجارة الحزينة وركام وغبار أبنية وأيام طويلة ماطرة قاسية، اتصل ليلها بنهارها من هول الكارثة الصادمة، فأصبحت على أثره آلاف الأسر بلا مأوى في عتمة الليل، هناك كانت حكايات كثيرة وطويلة حزينة دامية لأهلها ولأطفالها ولشيوخها قصص لا تنتهي لأجيال، ومع كل ثانيةٍ من وقع الزلزال وهزاته الارتدادية المخيفة وتوابعها المؤلمة هناك حكايات تتفرع من عيونها دموع لن تجف ذكراها الأليمة، حيث كتبها السوريون بآلامهم وآمالهم لترويها الأبناء وتنقلها من جيل لجيل.
الفنانة التشكيلية صريحة من مواليد القنيطرة عام 1969 وهي خريجة معهدي الفنون التطبيقية والثقافة الشعبية ودرست فن الخزف، وشاركت في ملتقيات فنية عدة منها تدمر الدولي والخزف الأول في قلعة دمشق والمعرض الجوال في الأردن” عمان 2009 إضافة إلى مشاركتها الدائمة في العديد من المعارض المشتركة داخل وخارج سورية مثل بيروت ودبي وفنزويلا ولها العديد من المشاركات في المعارض الإلكترونية الدولية.
و عضو اتحاد الفنانين التشكيليين وفي نادي التصوير الضوئي حازت العديد من الجوائز وشهادات التقدير محلياً وعربياً.