مع بداية شهر رمضان الكريم مازالت هناك تحديات كبيرة تواجه السوريين خاصة شريحة ذوي الدخل المحدود والمتضررين من الزلزال المدمر الذي مازالت تداعياته مستمرة حتى الآن، الأسعار في الأسواق تشهد ارتفاعاً ملحوظاً وسط مخاوف من ندرة المواد الغذائية والسلع الأساسية.
الدولة ممثلة بجهاتها ومؤسساتها المختلفة تمارس دورها ضمن الإمكانيات المتاحة وحسب الأولويات ولكن كما ذكرت المصاعب عديدة والتحديات كبيرة وعلى رأسها مسألة انخفاض مستوى الدخل وصعوبة أو ربما استحالة رفع الرواتب والأجور في الفترة الراهنة.
شهر رمضان الكريم يعتبر فرصة حقيقية للتكافل الاجتماعي والإنساني بين الناس، هذا التكامل يمثل جوهر وأساس الزكاة التي تعد أحد الأركان الأساسية للدين الإسلامي الحنيف كما أن الإحساس بالآخر وإغاثة الضعيف يمثلان أيضاً جوهر الصيام وما احوجنا اليوم لمبادرات حقيقية وفاعلة تحقق الغاية والتضامن بين أولاد الوطن الواحد.
العمل الخيري لم ينقطع في سورية يوماً أو يتوقف فالسوريين ليسوا أيضاً دخلاء على هذا الجانب بدليل المبادرات الخيرية التي تمت في الماضي ونتج عنها بناء صروح ضخمة من مشافي ومدارس ومعاهد ناهيك عن الجمعيات الخيرية الراسخة ولكن الملاحظ اليوم أن العمل الخيري وعلى الرغم من الرغبة والمبادرات الحقيقة والصادقة إلا أنه بحاجة لتنظيم وترتيب حتى يستهدف أكبر شريحة ممكنة ناهيك عن ضرورة توزع الأدوار فأغلب العمل الخيري اليوم ينصب على تأمين السلل الغذائية وبالتالي فإن وجود التنسيق من شأنه أن يوزع الأدوار ويعدد المجالات لتشمل الكساء والدواء والعلاج وغيرها من المجالات الضرورية والهامة للمعيشة.
وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل معنية في ممارسة هذا الدور وهي حتى اللحظة لم تتمكن من لعب دور القائد والمايسترو المنوط فيها كما أنها لم تستطع أن تبني جسراً للتواصل بينها وبين الجمعيات التي تمتلك الإمكانات وقاعدة البيانات والكوادر.
المسألة ليست مستحيلة إنما هي بحاجة لأسلوب جديد في التعامل والخطاب واليوم الفرصة سانحة ومتاحة في الشهر الكريم شهر الخير والبركة.