تغييرات دولية..

قبيل مغادرته موسكو، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تضامن بلاده مع روسيا في وجه الغرب، وقال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين:” إنّ هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام، وعندما تجتمع روسيا والصين معاً، فإنّهما ستقودان هذا التغيير”، ليرد عليه الرئيس الروسي بالقول:” اتفق معك”.

 

كلام الرئيس الصيني يثبت مجدداً أن العالم يمر بمرحلة انتقالية نوعية تمهد لولادة نظام عالم جديد متعدد الأقطاب، تنتفي فيه سياسة التفرد الأميركي بالقرارات الدولية، ومن هنا فإن تعزيز التعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين لمواجهة سياسة الهيمنة الأميركية والغربية، يأخذ أهمية كبيرة، وهو حاجة ملحة في ظل التعقيد الحاصل على مستوى العلاقات الدولية بفعل الجنوح الأميركي نحو توسيع دائرة الحروب على الساحة الدولية، وجر العالم للانزلاق نحو حرب شاملة تهدد الأمن والاستقرار الدوليين.

 

سياسة العداء الأميركية تجاه روسيا والصين، لم تترك أمام هاتين الدولتين العظميين سوى خيار المواجهة، بعدما أغلقت واشنطن أمامهما كل أبواب الدبلوماسية والحوار، إذ تعتبرهما خطراً استراتيجياً يهدد أمنها القومي، وترفض التعايش مع حضورهما القوي على المسرح العالمي، وهذا خطأ استراتيجي كبير، سيكون ضرره أشد وطأة على السياسة الأميركية، حيث روسيا والصين قادرتان معاً، وإلى جانب الدول الحليفة لهما، على إحداث نقلة نوعية في طريق إعادة التوازن العالمي، وقد أكدت بكين بأن العلاقة مع موسكو “تجاوزت النطاق الثنائي بكثير، واكتسبت أهمية بالغة للمشهد العالمي ومستقبل البشرية”. فيما أكد الرئيس بوتين “بأن روسيا والصين تعملان على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدلاً وديمقراطية”، وهذا بطبيعة الحال يؤكد أن النفوذ الأميركي في طور التلاشي، ومن مصلحة الولايات المتحدة إعادة النظر بسياساتها المدمرة، والعمل على تصحيح مسار علاقاتها مع الدول ذات السيادة، فهذا يضمن مصالحها بشكل أكبر.

 

التطورات المتسارعة على الساحة الدولية، والتحالفات الجديدة، تعطي مؤشراً واضحاً، ودليلاً قوياً على أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لن يستطيع تكريس قواعد الهيمنة إلى ما لا نهاية،  فثمة نظام عالمي متعدد الأقطاب يتشكل اليوم، وبخطا متسارعة، وهنا لا بد من الإشارة، والتأكيد على أن صمود سورية وشعبها بمواجهة الحرب الإرهابية، كان له الأثر الكبير في تسريع عملية ولادة هذا النظام العالمي، ولا شك أيضاً بأن التحالفات الاستراتيجية لمواجهة سياسات الهيمنة الأميركية التي نراها اليوم بنيت على هذا الصمود، وإذا كانت روسيا والصين تعتبران ركائز السلام والاستقرار العالميين على حد وصف كل من موسكو وبكين، فإن تعزيز التعاون بين كافة الدول الرافضة للنهج الغربي المدمر، وحشد كل إمكانياتها وطاقاتها لمواجهة المشاريع الاستعمارية لذاك الغرب، كفيل بوضع حد للجموح الأميركي نحو السيطرة على العالم، وضمان تثبيت الأمن والسلام الدولي.

 

 

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا