يبدو التأثر الانفعالي السمة الأبرز هذه الأيام لدى جميع اللاعبين في دورينا المحلي تقريباً، مشهد إعلامي يعكس ما يمكن أن نسميه هشاشة شخصية اللاعب لو جاز التعبير، فعلى هذا المشهد يطفو الجميع مبدياً آراءه حتى أولئك الذين لا يفقهون في الكرة شيئاً ما عدا اللاعب الذي صار ضعيفاً إعلامياً خوفاً من التعرض لحملات على وسائل التواصل تسيء إلى سمعته وبالتالي يحطم نفسيته.
وصل التأثر الانفعالي لدى لاعبينا ذروته حتى داخل الملعب وبدوا مستفزين من أي كلمة أو تصرف يقوم به أحد أفراد الجمهور الداعم أو الخصم، حتى أن ردود أفعال بعض اللاعبين تجاه مشجعين كانت غاية في عدم الاتزان وعدم الانضباط، كما كانت كذلك ضد أفراد الطاقم التحكيمي.
لقد ولدت الهجمات المنظمة المتتالية على وسائل التواصل بحق لاعبين ذعراً من الإعلام والظهور الإعلامي لدى البقية وهذا أدى إلى فقدان التشويق الذي نلمسه في الدوريات الكبرى المحترفة، حيث إن وقود التشويق هو تصريحات اللاعبين والمدربين وردودهم على بعض، بل هو الترند الأساسي لدى كبريات وسائل الإعلام العالمية، أما وسائلنا الإعلامية فهي خالية تماماً من ذلك.
بالإضافة لفقدان التشويق الذي هو الحامل الأساسي للعبة ولمواردها المالية، فإن عدم وجود هذه الترندات يترك الساحة لمن ليس لهم شأن بشرح الأمور على هواهم، على حين أن نشاط اللاعب الإعلامي مهم جداً، ويضع النقاط على الحروف في العديد من الأحيان، ويظهر الكثير من التفاصيل المهمة التي يحتاجها المشجع والمتابع.
ثمة نقطة أخيرة تجدر الإشارة إليها في هذا المجال، وهي أن ضعف الشخصية ليس السبب الوحيد وراء انعدام نشاط اللاعب الإعلامي فربما يكون عدم القدرة على التعامل مع وسائل الإعلام سبباً مهماً، وهذا يعود إلى التقصير في تدريب اللاعبين على هذا، ففي العالم اليوم يكون فن الظهور الإعلامي أحد أهم أركان التدريب لأن العالم أدرك حجم التشويق القائم وراءه وحجم المنفعة المادية منه.
خلاصة القول: إن فوبيا لاعبينا من التحول إلى ترند سلبي يقعون ضحيته حالت بشكل أساسي دون ظهورهم ودون تشويق يرافق دورينا، والحل الأمثل لهذه الفوبيا كما قلنا هو العمل على تدريب اللاعب على فن الظهور الإعلامي من دون أن يرتكب الأخطاء ويعرض نفسه للتنمر.