أعلن اتحاد كرة القدم عبر صفحته على وسائل التواصل أنه بصدد إطلاق المشروع الوطني لبناء وتطوير كرة القدم السورية، ويبدو المشروع من عنوانه مثيراً للاهتمام وجاذباً للانتباه، باعثاً على التفاؤل والأمل، حافلاً بعنصر التشويق والترقب للشارع الرياضي عموماً، والكروي خصوصاً، بيد أنه في الوقت ذاته مثار للتساؤلات وإشارات الاستفهام حول فحواه واقترابه من كونه قابلاً للتحقيق، وليس مجرد بنود وخطوات نظرية!!.
فمشروع بهذا الحجم يستغرق عمليتي البناء والتطوير في آن معاً لكرة القدم التي وصلت إلى حافة الانهيار، وضرب التراجع أطنابه فيها، واستفحلت إشكالياتها، حتى باتت مرضاً عضالاً لا يُرجى برؤه، واستحكمت حلقات الضعف والوهن بجميع أركان اللعبة الشعبية الأولى يحتاج إنجازه لتضافر الجهود وتكاتف الأيدي، بين جميع الجهات المعنية، وليس حكراً على اتحاد الكرة، ولا على الاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية السورية، كما يتطلب ميزانية ضخمة وأموالاً طائلة، وإدارة وتنظيم ومتابعة ومحاسبة ومساءلة، ونأمل أن يكون هذا المشروع قابلاً للتجسد، ويعرف طريقه ليرى النور، وألا يكون مصيره البقاء في دروج أصحاب الحل والربط، كما كان مصير مشروع البطل الأولمبي، الذي لا يتطلب تلك الميزانية الكبيرة، لكنه بقي أسيراً للخيال،توءماً للأوهام..مجرد فكرة جميلة وعنواناً فضفاضاً.