الثورة – غصون سليمان:
بات عنوان الدعم النفسي والاجتماعي سمة بارزة ومتقدمة لجميع ورش العمل والندوات والأنشطة التفاعلية الموجهة للصغار والكبار معا، التي تقوم بها المؤسسات والوزارات والجهات المعنية، بعدما فرضت الظروف القاسية من ويلات الحرب العدوانية وجائحة كورونا وكارثة الزلزال مؤخرا، والتي تحتاج لمهارات التواصل ووسائل الإيضاح، ومعرفة كبيرة بخطوات الدعم النفسي على جميع المستويات.
الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان تواصل دوراتها التدريبية دون انقطاع على موضوع الدعم النفسي والاجتماعي لتأهيل كوادر مدرّبة في جميع المحافظات لمساعدة الأهالي والأطفال الذين يتعرضون لأزمات نفسية جراء الكوارث، لتتواجد بعدها في مراكز استضافة المتضررين وتقديم الدعم النفسي للمقيمين فيها للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
و يتم كل ذلك التدريب والتأهيل وفق الدليل الموحد والشامل للدعم النفسي الاجتماعي الذي أعدته الهيئة مسبقا بالتعاون مع منظمة اليونيسف كدليل معياري موجه لأشخاص لديهم خبرة أساساً في هذا المجال لصقل معلوماتهم من خلاله.
فريق العمل المؤهل بإيصال المعلومات سواء كان من الهيئة السورية لشؤون الأسرة أو منظمة اليونيسف او مديريات الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظات، إلى جانب الخبراء الاختصاصيين والاكاديميين من قطاعات مختلفة، لاشك انه يساهم إلى حد كبير في تخفيف العبء والضغط والاضطراب والقلق والخوف عن النفوس المتعبة. وهذا ما نلحظه على أرض الواقع من خلال
التعريف بالدليل وشرح أهم ما تضمنه من مبادئ الدعم النفسي والإسعاف الأولي في مراكز الإيواء والمبادرات التعليمية والترفيهية لاسيما الموجهة لشريحة الأطفال الأكثر تأثرا بالمتغيرات وحالات الطوارىء.
وفي هذا الإطار تشير رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان المهندسة سمر السباعي أن الهدف من عمليات التدريب المتواصلة في أكثر من محافظة وفق خطط وبرامج محددة هو تدريب متطوعين قادرين على التعامل مع الآثار السلبية التي خلفها الزلزال من خلال استثمار ماجاء في مضمون الدليل الموحد والشامل للدعم النفسي الاجتماعي الذي أعدته الهيئة مسبقا، مشيرة إلى أن المتدربين في هذا المجال عملوا خلال سنوات الحرب وهم لديهم خبرة يمكن صقلها مع إضافات يمكن اكتسابها من تجارب الواقع.
وأكدت رئيسة الهيئة أهمية الاطلاع على مبادىء الدعم النفسي الاجتماعي للعاملين بشكل عام، وفي الميدان والمجال الإنساني، والإطار البيئي لحماية الطفل بشكل خاص مع تحديد عوامل الخطورة وآليات الحماية التي قد تواجه الأطفال في مراكز الإيواء.
وذلك من خلال توضيح المراحل النمائية عند الأطفال من عمر 0_18 سنة مع ردود الفعل الشائعة عند التعرض للكوارث أو الحوادث والأزمات. والتدريب على آلية رصد الحالات التي قد تعاني من الحزن أو الصدمة.
فالدليل يشكل مرجعاً أساسياً للتعريف بالمبادئ الأساسية للدعم النفسي والاجتماعي ولاسيما المتعلقة بالأشخاص المتضررين والأكثر هشاشة.
فيما توضح الدكتورة ريم طفران الخبيرة في الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي /اليونيسيف/ في لقاءاتها المستمرة مع المتدربين أن الدعم النفسي والاجتماعي يشير إلى العلاقة الديناميكية بين العمليات النفسية والاجتماعية وكل بدوره يؤثر على الآخر.
فالعمليات النفسية هي عمليات داخلية تكشفها الأفكار والأحاسيس والمشاعر ، والقدرة على التعلم،ونشاط الذاكرة ، والإدراك، والفهم.
بينما العلاقات الاجتماعية تشير إلى علاقات الأشخاص الخارجية وبيئتهم على صعيد الأسرة والمجتمع المحلي وشبكات التواصل الاجتماعي إلى جانب الوضع الاقتصادي، والعادات والقيم. لافتة ان تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة هو: الرفاهية الجسدية، العقلية والاجتماعية وليست مجرد غياب الأمراض أو الضعف.
فالصحة العقلية هي حالة الرفاهية التي من خلالها يدرك الشخص قدراته، ويستطيع التكيف مع ضغوط الحياة اليومية، وبإمكانه العمل بشكل منتج ومثمر، وقادر على المساهمة في مجتمعه المحلي.
يذكر أن الدليل تم اعتماده من مجلس الوزراء ليكون مرجعا أساسياً للمعايير الدنيا التي يمكن الاستناد إليها في برامج وأنشطة الدعم النفسي الموجه للأطفال المتأثرين بالظروف والانعكاسات السلبية للأزمة بما يحقق الحد المطلوب للاستجابة.