مريم إبراهيم:
التوسع في إحداث مراكز التنمية الريفية في مختلف المحافظات من أبرز أولويات خطط عمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، نظراً للدور الهام والفاعل لهذه المراكز، وماتقدمه من خدمات متعددة لأعداد كبيرة من قاطني الأرياف، ولاسيما مايتعلق بتمكين المستفيدين وتأمين مورد ودخل مادي مناسب لهم، حيث وصل عدد هذه المراكز حتى 15 مركزاً أحدثت في محافظات مختلفة لتفعيل مجالات العمل الريفي والوصول لأكبر عدد من المستفيدين من مراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية، وهناك مراكز ووحدات خرجت عن الخدمة خلال سنوات الحرب على سورية، وتم العمل لإعادة تأهيلها وتقديم خدماتها.
196 ألف مستفيد
وبحسب بيانات مديرية التنمية الريفية في الوزارة أنه إضافة لمراكز التنمية الريفية البالغ عددها 15 مركزاً هناك 89 وحدة صناعات ريفية في مختلف المحافظات، حيث تواصل المديرية في الوزارة تقديم خدمات وبرامج لتفعيل التنمية الريفية، لتطوير الريف واستثمار موارده المتنوعة، وخلق فرص عمل تدر دخلاً مادياً لسكانه في مجالات العمل الريفي المتعددة، حيث يلحظ زيادة ملحوظة لناحية الأعداد المستفيدة من الخدمات المقدمة، وهناك حوالي 196 ألف شخص استفادوا من خدمات هذه المراكز والوحدات العام الماضي، منهم 84 ألف سيدة.
وأشارت المديرية في بياناتها إلى أن الوزارة تطبق منهجية تركز على التدريب والتأهيل ودعم المشاريع الصغيرة، إضافة إلى تقديم خدمات صحية واجتماعية وثقافية، كما أن تقديم الخدمات يتم بعد دراسة احتياجات المناطق المستهدفة والاستفادة من ميزات وموارد البيئة المحلية والاجتماعية في هذه المناطق، أما التدريب فيشمل دورات لتفعيل المشاريع متناهية الصغر والأسرية وخاصة الزراعية وتربية النحل وصناعة الألبان والأجبان، إلى جانب دورات التدريب المهني على عدد من الحرف والمهن ومجالات الحاسوب واللغات ومحو الأمية وغيرها من دورات التدريب والتأهيل المهني التي تساعد في صقل مهارات المستفيدين وإكسابهم المعارف والخبرات المطلوبة في مجالات عملهم.
ولفتت المديرية إلى أن مراكز التنمية الريفية حققت نجاحاً ملفتاً في دعم وتنمية قدرات المجتمع المحلي بشكل نوعي، مع الاهتمام بما يتعلق بموضوع التسويق للعديد من منتجات هذه المراكز حيث إن التسويق للمنتجات يتم عبر إقامة المعارض والأسواق الخيرية في المحافظات التي أحدثت فيها مراكز ووحدات الصناعات الريفية، ولاسيما منها صناعات السجاد اليدوي التي تعد من أهم الصناعات التراثية والأسرية في سورية وتولي المزيد من الأهمية للحفاظ عليها.
التون الجرد نموذجاً
ويعد مركز التون الجرد بريف بانياس في محافظة طرطوس من أهم مراكز التنمية الريفية، وهونموذج» ملفت» لتفعيل العمل الريفي وتقديم الخدمات المتنوعة، حيث إن هذا المركز أمن فرص عمل دائمة لنحو 243 سيدة في المنطقة ضمن مشاريع صناعة السجاد والخياطة والتريكو، وغيرها من الصناعات المهمة، ويقدم المركز العديد من الخدمات لأبناء المنطقة في مجالات مختلفة، ويوجد ضمنه خمسة أقسام: مشاغل (الخياطة والسجاد اليدوي وتريكو) ومركز تمكين وروضة الأطفال.
ويهدف المركز من خلال الدورات التدريبية والمهنية المنفذة إلى تقديم الخدمات التنموية والاجتماعية والتعليمية المجانية لأبناء المنطقة، كما يقدم استشارات طبية وتوعية صحية من خلال النقطة الصحية في المركز بالتعاون مع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية، حيث توجد هناك زيادة في عدد الأشخاص المستفيدين من خدمات المركز، وينفذ فيه برنامج حماية الطفولة، وهناك مستفيدون كثر من خلال جلسات وانشطة توعوية مع الاطفال ضمن حملات منها حملة «حقي أعطيني وبالعمل لاتؤذيني» وجهت ضد ظاهرة تشغيل الأطفال، وحملة «لتحقق حلمك قوتك بتعليمك»، إضافة إلى جلسات توعية من الاستغلال والانتهاك والتحرش الجنسي وحق الفتاه في التعلم وأدوار الرجل والمرأة.
ويقدم المركز أيضاً برنامج التأهيل المنزلي للأطفال ذوي الإعاقة ينفذ من خلاله جلسات تعديل سلوك الأطفال ونشاط دامج وجلسات توعية حول أهمية التدخل المبكر، ويقدم أيضاً مساعدات عينية وطبية بالتعاون مع الجمعية، كما أنه تم افتتاح خط إنتاج جديد ضمن مشغل القطنيات، وتوجد ضمن المركز مساحات حقلية مزروعة زعتر وزعفران ونباتات الزينة والعطرية والطبية والأشجار المثمرة، حيث التركيز في العمل على أهمية الوصول لأكبر عدد من الشرائح المجتمعية المستفيدة من خدمات المركز، وبما يحقق الهدف الأساسي من إحداث مراكز التنمية الريفية بشكل عام.