الثورة – ثورة زينية:
تستمر خارطة المقابر الجماعية التي خلفتها أيادي النظام الآثمة في الاتساع، بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، وتتكشف يومياً مواقع تحمل رائحة الموت، واليوم كان الدور على ريف حماة حيث اكتشف موقع جديد انتشلت منه حتى الساعة 32 جثة، ولايزال البحث جارياً عن جثث أخرى قد تكون مخفية تحت تراب هذه المقبرة الجديدة.
تلك الجثث التي كان الموت رحيماً بها أكثر بعد كل العذابات التي عانتها من جور جلادين لم يسبقهم في القسوة أحد من البشرية بعد.
المقبرة الجديدة في ريف حماة قد لا تكون الأخيرة بعد اكتشاف العشرات منها في مناطق القطيفة، وجسر بغداد، والحسينية، ومعضمية الشام بريف دمشق، وحي القابون في دمشق، وخان العسل، والمقبرة الجديدة، والنقارين بحلب وأم القصور، والصنمين في ريف درعا الشمالي، وغيرها الكثير مما لا يتسع مقالنا هذا لذكرها.
المقابر الجماعية ورغم بشاعة العثور عليها إلا أنها توثق مآسي السوريين الذين تعرضوا للتعذيب والإعدام الميداني، ولربما يشكل اكتشافها راحة ممزوجة بألم عميق لعائلات قضت سنوات في رحلة بحث عن مصير أحبائها.
ولتوثيق المقابر الجماعية أهمية قصوى في ضمان محاسبة الجناة، وتقديم الأدلة اللازمة لمحاكمة المسؤولين عن الجرائم، وحماية حقوق وكرامة الضحايا، وتكريم ذكراهم، ومنح أهلهم الحق في معرفة مصيرهم.
ومع بقاء أكثر من 113 ألف مفقود وفق بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تبقى الأعين مشدودة إلى المقابر الجماعية، التي يتوقع ضمها لآلاف السوريين الذين اختفوا قسراً أو قضوا تحت التعذيب.