الثورة – ميساء الجردي:
بهدف تعزيز التعاون بين الشركاء لدعم الأمن الصحي في سورية، وتقديم الدعم لاستكمال مرحلة التقييم الذاتي استعدادا لمرحلة التقييم الخارجي المشترك نظمت مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مؤخرا ورشة عمل حول مراجعة التقييم الذاتي للوائح الصحية الدولية لعام 2005 وذلك من خلال مناقشة 19 محورا والوصول إلى خطة وطنية لتطبيق هذه اللوائح.
بداية بين الدكتور زهير السهوي مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أهمية هذه المراجعة مع الشركاء من كافة الوزارات والجهات المعنية لتحديد الفجوات الحرجة في نظم الصحة البشرية والحيوانية من أجل إعطاء الأولوية للفرص المتاحة لتحسين الاستجابة في الأمن الصحي في سورية.
وأوضح السهوي أهمية إجراء التقييم الخارجي من قبل الخبراء ومنظمة الصحة العالمية والشركاء، باستخدام نتائج التقييم الذاتي لها، وبشكل يضمن تطبيق النظم الصحية، وفق المعايير المعتمدة لتطوير خطة عمل وطنية للأمن الصحي، تعتمد على توصيات التقييم المشترك التي تم التوصل إليها خلال الورشة لتكون دليلاً لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية والوصول لنظام صحي قوي لافتا أنه تم تقسيم العمل على عدة مجموعات ومناقشة جميع المحاور المطروحة التي توضح الوضع الصحي الحالي من خلال النتائج والتحديات والتوصيات ووضع الملاحظات. وعليها سيكون الاتفاق لتحديد الخطوات اللاحقة.
تقييم الاحتياجات..
من جانبها أوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية الدكتورة إيمان الشقيطي ضرورة التواصل مع الجهات الوطنية للاطلاع على القدرات الداخلية الصحية في سورية والعمل على تعزيزها وخاصة بعد كارثة الزلزال لكي تكون أكثر فعالية واستجابة في الحالات الطارئة مشيرة إلى أن الورشة الحالية هي استمرار لورشة اللوائح الصحية الدولية وحالة التأهب والاستجابة لطوارئ الصحة العامة في المعابر البرية والجوية والموانئ التي أقيمت العام الماضي، وهي استمرار للعمل في دعم القطاع الصحي في سورية وإمداد وزارة الصحة بالخبرات اللازمة لتطوير النظام الصحي والعودة به إلى قوته السابقة.
وأكدت الدكتورة داليا السمهوري المديرة الإقليمية للتأهب للطوارئ واللوائح الصحية الدولية على أهمية تحديد الاحتياجات الذاتية وتقييم ما هو موجود من كوادر ومعطيات ومستلزمات صحية على أرض الواقع بهدف وضع آلية لتحسين الاستعداد والاستجابة للطوارئ مشيرة إلى وجود 19 محورا يتعلق بهذا الجانب. منها التشريعات والتمويل ومقاومة الصادات والأمراض الحيوانية المنشأ وبناء القدرات البشرية وسلامة الغذاء وأنظمة المختبرات الوطنية والترصد والتأهب وغيرها من المحاور التي تخدم موضوع الأمن الصحي في سورية.
المشاركة المجتمعية..
تعتبر المشاركة المجتمعية أحد المحاور الهامة في اللوائح الصحية لتطوير العلاقة بين أصحاب العمل و المجتمعات المحلية لمعالجة القضايا التي تتعلق بالصحة والتغلب على المشكلات الصحية من خلال التواصل وتطوير العلاقة مع المجتمع في مجالات مختلفة.
و تبين الدكتورة أروى عيسى رئيسة دائرة المراكز الصحية في وزارة الصحة أن التواصل من أجل المخاطر هو مفهوم جديد، وجد في عام 2004 مع انتشار بعض الأمراض السارية، وفي سورية تم العمل عليه ضمن برنامج دائرة صحة الطفل وخاصة البرامج المتعلقة بحملات اللقاح، فقد كان هناك بناء قدرات للفرق المكلفة بحملات اللقاح وتدريب على إمكانية التواصل وتحديد المخاطر، وبعدها كان هناك عمل مع الأمراض السارية ضمن التوجه نفسه مشيرة إلى وجود دائرة مسؤولة عن التثقيف الصحي، تتولى موضوع ايصال المعلومات الصحية والتواصل مع المجتمع ومراقبة ردود الأفعال حيال هذا البرنامج، إلا أنها لم تعد موجودة ضمن الهيكلية الجديدة وقد أصبحت دائرة أو كل برنامج من البرامج الموجودة في وزارة الصحة والمديريات يحدد شخص مسؤول عن التثقيف الصحي.
الصحة المدرسية..
وتحدثت الدكتورة فتون طواشي مدير الصحة المدرسية في وزارة التربية حول مشاركتهم في اللوائح الصحية الدولية ضمن محور التواصل من أجل المخاطر وعن دور وزارة التربية في رفع الوعي لدى المجتمع المدرسي سواء طلاب وتلاميذ أو فئة المعلمين، حول مجموعة من الأمور الصحية من ضمنها الكوارث والزلازل والامراض المختلفة مشيرة إلى التركيز على موضوع التثقيف الصحي داخل المدارس كجانب وقائي يهدف إلى تقديم التوعية الصحية للأعمار الصغيرة وتعويدهم على ممارسة الحياة الصحية والاعتماد على تجنب الإصابة بالأمراض. وأكدت على وجود دائرة تهتم بالمنهج الصحي والتثقيف الصحي، وهناك برامج خاصة مع حقيبة تدريبية يتم من خلالها تدريب الممرضات المتواجدات في المراكز الصحية بكل المحافظات على نشر الوعي الصحي بالإضافة لتقديم الخدمات المطلوبة منهن،مبينة حجتهم لتحديث المعلومات بشكل مستمر، وإلى دعم المنظمات في الجوانب التثقيفية ووسائل النقل لتقديم الخدمات للمدارس البعيدة، كما أن هناك حاجة للتنسيق مع الجهات الأهلية التي تقوم بعمل نفسه المتعلق بالتوعية الصحية، وتوفير الإمكانيات لتدريب المشرفين الصحيين الموجودين في المدارس.
