الثورة – رسام محمد:
ما تزال قيمة الليرة متدنية على الرغم من بعض التحسن مؤخراً لكن السمة الأساسية هو التذبذب الذي يحكم التداول فيها هذا الأمر بالإضافة إلى عوامل أخرى جعلت من استبدالها ضرورة اقتصادية، هذا ما أكده الخبير الإقتصادي الدكتور يحيى السيد عمر لـ”الثورة”، موضحاً أن النقود هي عصب الاقتصاد، واستقرار العملة ضروريّ لاستقرار ونموّ اقتصاد أيّ دولة، لذلك عندما تنهار العُملة أو لا تكون مستقرة؛ فإنها لا تقوم بوظائفها من حفظ وقياس للقيمة وأداة للتداول، وتُعيق أيّ انتعاش اقتصادي، وتتحوَّل من أداة اقتصادية إلى عبء تنموي، وهذا ما حدَث مع الليرة السورية. والتي وعلى الرغم من تحسُّن قيمتها في الأشهر القليلة السابقة، إلا أنها ما تزال متدنية القيمة، كما أنها غير مستقرة بشكلٍ تامّ، إضافة لكونها تحمل صور النظام البائد. هذه العوامل مجتمعة تجعل من استبدالها ضرورة اقتصادية وسياسية.لكن، وبحسب السيد عمر، حتى تنجح عملية الاستبدال لا بد من توافر جملة شروط، منها استقرار العملة، ومُعالجة التضخم، بالإضافة لوجود نظام مصرفي فعَّال وتوفر التكلفة اللازمة للاستبدال، وهذه الشروط غير متوفرة في سوريا حالياً، ما يجعل من فرص نجاح العملية منخفضاً، لذلك الأولوية حالياً للعمل على توفير الظروف المناسبة، ولاحقاً يمكن استبدالها.
مخاطر مرتفعة..
ونوه أنه في حال فشل مشروع الاستبدال أو نجاحه جزئياً ستكون له آثار سلبية على الحكومة وعلى اقتصاد الدولة، أولى هذه النتائج خسارة تكلفة الاستبدال، خاصة أن التكلفة قد تصل إلى مئات ملايين الدولارات، إضافة لعودة الليرة للتراجع من جديد بسبب التضخم المرتفع، لذلك في حال لم تتم معالجة التضخم، خلال فترة قصيرة نسبياً قد تعود الليرة للتراجع من جديد، وهذا الأمر قد يُضْعِف الثقة بالليرة وبالاقتصاد السوري، وقد يكون له ردة فعل سلبية مِن قِبَل المستثمرين؛ لأن غالبية المستثمرين يُفضّلون العمل في دول عملتها مستقرة وثابتة. وبحسب الخبير الاقتصادي فإن الاستبدال مهمّ وضروريّ، لكنّ مخاطر عدم النجاح مرتفعة في ظل الظروف الراهنة، وعلى المستوى الدولي توجد تجارب عديدة فاشلة وناجحة، الأرجنتين على سبيل المثال اضطرت لاستبدال عملتها أربع مرات، ويوغسلافيا ثلاث مرات، وذلك بسبب فشل التجربة، بينما نجح الأمر في تركيا، ومعيار النجاح والفشل يرتبط بتوفير ظروف نجاح الاستبدال.