الثورة – راما نسريني:
مع دخول فصل الشتاء وبدء تساقط الأمطار، تزداد معاناة المواطنين في حلب مع الشوارع المليئة بالحفر، التي باتت تعوق حركة المواطنين، وتزيد من عبء حياتهم اليومية، في تهديد صارخ للصحة والسلامة العامة.
حُفر المياه الملوثة والراكدة على مدار العام، وما ينتج عنها من روائح كريهة وأمراض معدية، جعلت شكاوى المواطنين تعلو، مطالبين بتدخل فوري وعاجل من قبل الجهات المعنية، للبدء بتعبيد الطرقات وردم الحفر.
تحديات
“شارع بيتي ممتلئ بالحفر الصغيرة، إضافة لوجود حفرة كبيرة جداً في بداية الشارع، ومع هطول الأمطار تمتلئ بالمياه القذرة، ما يجبرنا على الخوض فيها خلال الدخول والخروج من وإلى الحي”، يوضح عمر العطار، صيدلي مقيم في حي السكري لـ”الثورة”، مدى التحديات التي يواجهها سكان الحي مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار، الأمر الذي يشكل بطبيعة الحال صعوبة أكبر على الأطفال الذاهبين إلى مدارسهم يومياً، بينما يترك كبار السن حبيسي منازلهم.
“على الرغم من كونه أمراً غير طبيعي، إلا أن الأهالي بدؤوا يعتادون المشهد ويتعايشون معه، وسط إهمال الجهات المعنية وسوء الواقع المعاش”، يقول إبراهيم خليل أحد سكان شارع الـ 15 في حي صلاح الدين، مضيفاً: إن بعض الأطفال يلجؤون لارتداء أكياس من النايلون في أقدامهم لعبور الشوارع المحفرة، وذلك في محاولة منهم لتفادي المياه القذرة والأوساخ.
ويرى أن العيش وسط ظروف قاسية، يجبر الإنسان على إيجاد حلول تسهل عليه جزءاً من مأساة يومه، بحيث يصبح متكيفاً معها.
“لا نريد تكرار كابوسنا السنوي كل شتاء، نحتاج اليوم لخطوات واضحة وعملية على أرض الواقع، لا خطط مرسومة على الورق فقط”، يعبّر بهاء زيتون طالب في جامعة حلب وأحد سكان حي الشعار عن انزعاجه، من الإهمال في أغلب أحياء مدينة حلب على حد تعبيره، مطالباً بدخول الآليات والبدء بتعبيد الطرقات قبيل حلول فصل الشتاء.
بداية مبشرة
على الجانب الآخر، أكدت البلدية، عبر منصاتها الرسمية، إشرافها بشكل يومي على أعمال قشر الزفت، وإعادة تأهيل الطرقات التي شملت (طريق حلب – غازي عنتاب، طريق حلب – الأتارب ، طريق حلب – دارة عزة ، وعدد من مداخل مدينة حلب).
أما فيما يخص الأحياء داخل المدينة، فلم تتوصل “الثورة” لإجابات رسمية من البلدية حول آلية العمل فيها، أو المدة الزمنية اللازمة لإعادة تأهيل الشوارع المحفرة في الأحياء الشعبية، الأمر الذي يترك صدى السؤال يتردد: كم شتاء سيعيش الأهالي المعاناة ذاتها حتى تنتهي أعمال التعبيد بالكامل؟