الثورة – ميساء سليمان:
الإنتاج السمكي في سوريا لا يزال أقل من حجم الاستهلاك المحلي المتنامي رغم جهود دعم قطاع الثروة السمكية، من خلال التوسع في مشاريع الاستزراع السمكي كبديل لتلبية الطلب المتزايد.
مدير الهيئة العامة للثروة السمكية المهندس إياد خضرو بيّن في تصريح لـ “الثورة” أن كمية إنتاج الأسماك في سوريا لعام 2024 بلغت نحو 19,185 طناً، منها 2,787 طناً من الأسماك البحرية، و11,365 طناً من الأسماك العذبة، و4,865 طناً من أسماك الصيد ضمن المسطحات المائية العذبة.
تعويض النقص
وببّن خضرو أن الأنواع الأكثر استزراعاً في المياه العذبة هي الكارب والمشط والسلّور، أما في المياه البحرية فهي القجاج والقريدس، وتوزّع مزارع الثروة السمكية على كافة المحافظات. وكشف أن هذه الكميات لا تغطي احتياجات السوق المحلية، مما يستدعي تعويض النقص من خلال استيراد الأسماك المجمّدة والمعلّبة.
أبرز التحديات
وذكر خضرو أن الثروة السمكية تتعرض لمجموعة من المخاطر، في مقدمتها التغيرات المناخية التي كان لها الأثر السلبي على الاستثمارات السمكية، ما أدى إلى خروج عدد من المزارع من الخدمة ونفوق أعداد كبيرة من الأسماك بسبب انخفاض منسوب المياه وجفافها أحياناً في بعض الأنهار والسدود، وهو ما أوجب تقييد استخدام المياه ووضع خطط استزراع سنوية تراعي أولويات الشرب والري. كما أن الصيد الجائر والمخالف أثّر على المخزون السمكي، فضلاً عن ارتفاع تكاليف تأمين مستلزمات المزارع البحرية.
ولفت خضرو إلى وضع الحكومة خططاً إستراتيجية لدعم وتنمية هذا القطاع من خلال إعادة تأهيل وتطوير البنى التحتية، وزيادة الأماكن المخصصة لإقامة مشاريع مزارع سمكية بحرية، وتخفيض التكاليف عن طريق الإنتاج المحلي للإصبعيّات (صغار الأسماك) والأعلاف، وتوفير الدعم الفني والتقني، والتوجّه نحو الاستزراع المكثّف ضمن الأقفاص العائمة والمسطحات المائية، وزيادة مفرخات الأسماك.
تأهيل المزارع
وبيّن مدير عام الهيئة أن العمل جارٍ لاستكمال تأهيل المزارع التابعة للنهوض بالعملية الإنتاجية في “مزرعة مركز أبحاث السن، شطحة، الروج، عين الطاقة، قلعة المضيق، سعلو”، وإعادة تأهيل نقاط الحماية والمراقبة بما يساهم في التخفيف من التعديات (الصيد الجائر، الصيد المخالف)، والتنسيق مع الموارد المائية لزيادة المسطحات المائية التي يمكن استثمارها من قبل الهيئة، وتشجيع الصيد البحري خارج المياه الإقليمية وزيادة عدد المحميات البحرية.
وأضاف: إن الهيئة تخطط لإنتاج 4 ملايين إصبعية من الكارب والمشط والسلّور، بهدف تلبية حاجة المربين والمزارع الحكومية ورفع الطاقة الإنتاجية للقطاع السمكي، مشيراً إلى تعدد الأنواع السمكية البحرية المنتجة مثل: البوري، القجاج، اللقز، الحفش، السلمورة، السردين، السكمبري، القريدس، الصبيدة، الأخطبوط، السلطان إبراهيم، السلطعون، وغيرها.
أما الأسماك المنتجة في المياه العذبة فهي الكارب بأنواعه، والمشط، والسلّور، وأم حمادة، والبني، والبوري. وبلغت المسطحات المائية التي يمكن استثمارها في المياه الإقليمية السورية 3500 كم مربع منها 925 كم مربع.. رصيف قاري، وفي المياه العذبة حوالي 2000كم مربع.
تطلعات قادمة
وفي هذا الإطار تؤكد الهيئة العامة الثروة السمكية سعيها الدائم لتشجيع فرص الاستثمار بما يلبي احتياجات السوق ويسهم في سد فجوات النقص، مستفيدة من التجارب الناجحة والشراكات الإستراتيجية.
الجدير ذكره أن زيارة وزير الزراعة الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، واطلاعه على تجربة الشركة الوطنية للاستزراع السمكي (نقوا)، خطوة مهمة نحو تطوير القطاع ونقل الخبرات المتقدمة والاستفادة منها بما يعزز استدامة الإنتاج ويواكب التوجهات المستقبلية.