من المثير للدهشة أن جميع فرق الدوري الكروي الممتاز، ترى، كل بعيني قلبه، أنها مستهدفة من اتحاد اللعبة الشعبية الأولى، الذي يريد، إما أن يبعدها عن المنافسة على اللقب، أو يدخلها في دوامة الهبوط!!
وهذه الرؤية المشتركة لفرق الدوري جميعها، تؤكد عدة حقائق مجتمعة، أولها: إن مسألة محاباة فرق بعينها على حساب أخرى، ماهي إلا من نسج الخيال ولا تمت الواقع بصلة، فكيف يجامل اتحاد كرة القدم فرقاً، تدعي العكس من ذلك تماماً؟!
وثانيها: إن إدارات الأندية مع كوادرها الفنية والإدارية، بعيدة كل البعد عن النهج الاحترافي في الإدارة، وهي ليست سوى إدارات هاوية، امتهنت العمل الرياضي بالصدفة المحضة، وقد تشبعت بفكرة المؤامرة، وصارت ديدنها الأوحد.
وثالث الحقائق إن جسور الثقة بين الأندية واتحاد الكرة مقطوعة تماماً، وأي قرار يتخذه هذا الاتحاد، فيه محاباة لهذا النادي واستهداف لذاك، وحتى قرار السماح باستقدام حكام من خارج الحدود، لإدارة المباريات الحساسة والهامة، رأت فيه الأندية، محاولة من الاتحاد للهروب للأمام والخروج من بوتقة الضغط الناجم عن عدم الثقة الكاملة بكفاءة حكامنا الوطنيين، والتوجس خيفة من عدم حياديتهم.
اتحاد كرة القدم مكانه دائماً، قفص الاتهام، ودريئة لسهام النقد اللاذع والتشكيك بموضوعيته وبوقوفه على مسافة واحدة من جميع الأندية!! فلا غرو أن تُكال له الاتهامات من كل حدب وصوب، ويُقال عنه: أن له دوراً في التلاعب بالنتائج، على الرغم من الأندية، بانقسامها الشاقولي، بين فرق ساعية للتتويج، وبقية دائبة للهروب من شبح الهبوط للدرجة الأولى، لايمكن أن تنخرط في لعبة بيع المباريات وتطبيق النتائج!!.