على مدار يومين.. كان حضوراً لافتاً.. وكانت النقاشات ذات قيمة ومعنى وحامية جداً.. سلة أفكار ذات قيمة أدارها وناقشها أكاديميون وخبراء وأشخاص تنفيذيون وأطباء وصيادلة واقتصاديون وطلبة جامعات وإعلاميون .. وأضفى على الجو الطابع العملي والبزنس لمسؤولين في شركات صناعة الأدوية وفي شركات صناعة المستحضرات الطبية والعطرية.
كان الحديث عن النبات الطبي كثروة سورية كبيرة وأغلى من الذهب والألماس ، وكنزاً من كنوز الأرض ، لأن أسعارها على مستوى العالم تفوق الخيال.
قد يكون مضى اليوم قرابة العام إلا قليلاً على الورشة العلمية حول النبات الطبي في سورية، التي نظمها اتحاد غرف الزراعة السورية في فندق الداما روز بدمشق.
في وقت وفي أثناء الحضور والنقاش الغني يشعر المرء وكأنه يركب على بساط الريح تارة، لهذه الثروة السورية المخيفة ومن ذلك يتوسع الحديث عن 3000 إلى 4000 نوع من النباتات الطبية ذات الأصل والموطن السوري الخالص، أسعارها أيها السادة تقاس ليس بالغرام، بل باجزائه، وهي ميزة سورية مطلقة لا يمكن إنتاجها إلا في سورية، يعني لا صيني ولا غيره.
الانطباع الأول والنتيجة هو عدم وجود أي رابط أو تواصل بين إنتاج النبات الطبي وزراعته ورعايته ومن يصنعه وحتى من يستهلكه، وكل يغني على ليلاه.. رغم الحضور المميز لشركات استخلاص عبق النبات الطبي والعطري وتحويله إلى مواد أولية أو مواد فعالة إن صح التعبير.
نعم لا يوجد رابط بين مناطق وجود زراعة النباتات الطبية والشركات المصنعة لهذه النباتات، حتى إن هذه الشركات لا يمكنها في الوقت الحالي الاعتماد أو الوثوق بالإنتاج الزراعي للنبات الطبي، وتفضل الاستيراد المضبوط وفق تسلسل زمني .. لكن بالقطع الأجنبي .
أيها السادة .. إلى كل من عمل على تنظيم ورعاية ودعم ورشة النبات الطبي التي كشفت الغطاء عن ثروة سورية هائلة.. كنا ننتظر أن تخرجوا علينا بمشروع وطني كبير، يبدأ من تبويب بنك أساس للنبات الطبي السوري، ومن ثم دعم ورعاية الأصول البرية من هذا النبات، ورعاية زراعة نبات طبي، وتوفير التمويل والقروض اللازمة لذلك، ودعم زراعة النبات الطبي وفق مشاريع منزلية وأسرية يمكن أن تكون رافداً مالياً مهماً لسكان الريف الذي تقوم فيه هذه الثروة.
وكذلك التشبيك مع شركات صناعة الأدوية والشركات المنتجة للزيوت الطبية والعطرية، وخاصة أنها في حالة رفع دائم لأسعارها من الأدوية والمستحضرات بحجة ارتفاع الأسعار عالمياً للمواد الأساسية والفعالة.