صحيح أن التواقيت تتغير، لكن يبقى للعيد توقيتٌ مختلفٌ لصناعة الفرح، فكيف إذا جاء العيد بعد سنوات صعبة، ومريرة نغصت حياة السوريين؟.
هنا من المفترض أن يختلف المشهد وإن اختلفت التواقيت، فما أحوجنا للعيش ضمن طقوس العيد وترجمتها عنواناً لأيام استثنائية تسودها المحبة والسلام، بعيداً عن ضجيج الحرب والقتال وما يحمله من مآسي ومواجع، آلامها لا تميز بين طيف وآخر.
ما أحوج السوريون اليوم لأعياد يحتفلون بها تحت عنوان الخلاص، ولايكون الخلاص على شكل معين أو لمكان معين، أن يشمل كل مكان وكل لحظة حزن مرت على السوري أينما وجد داخل أو خارج سوريا.
هل من يشك بسعادة السوريين أينما وجدوا، ومن كل الأطياف والمكونات، عندما سمعوا بخبر إغلاق “مخيم الركبان” وعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم؟، أو حتى بكم الأمنيات بإغلاق كامل لهذا الملف المخزي، وعودة كل من ابتعد عن أرضه ومسكنه ومنبته، ليبني وينغمس في الحياة من جديد.
مشهد العيد بالتأكيد يعني نشر السلام والمحبة والفرح وتعميمها لتشمل الجميع في كل ركن وكل لحظة، هذا المشهد لا يمكن أن يكون تحصيل حاصل، أو لحظة مؤقتة بل يحتاج إمكانيات الكل، والكل يعني سوريا.
اليوم يمضي العيد على موعد وأمل جديد، وأن يكون بداية جديدة للانطلاق نحو تعميق ثقافة المحبة والبناء، فلا يمكن أن نبني دون محبة وسلام، ومن المستحيلات أيضا صناعة مجتمع متماسك واقتصاد متين يتجاوز كل العقبات، دون هذه الثقافة القائمة على ميزان الحق والعدل.

السابق