“فاللاعب من ذهب”، وهذه الجملة إكمال للشرط في العنوان، “لو الكرة من فضة فاللاعب من ذهب”، ومن الذي قال هذا؟ إنها شخصية سياسية وملكية اشتهرت بولعها بكرة القدم رغم شهرتها الملكية، إنها الليدي ديانا التي حضرت أشهر كأس في تاريخ إنجلترا بين ويمبلدون وليفربول.
كان ويمبلدون النادي الوحيد الذي يضم من يسمون بالسود، في وقت اجتماعي حرج للغاية حين كان تمثيل السود غير مرحب به في الرياضة البريطانية، وفي وقت سياسي حرج أيضاً حين كانت إيرلندا تطالب بالانفصال، وكان ويمبلدون وصل لا بمال ولا إدارة ولا تدريب فقط بروح اللاعب القتالية، ورغم صعوبة الظرف الاجتماعي والسياسي راهنت الليدي ديانا على اللعب وعلى حصانها الأسود ويمبلدون، لأنها ببساطة دوقة ويمبلدون، وهؤلاء البسطاء مسؤولون منها.
لم يكن زوجها الملك ريتشارد يزيد خلال هتافها وصياحها على بسمات الامتعاض، وهو يرى ويمبلدون يضع نجوم إنجلترا تحت صافرات الاستهجان، وما أشبه الليلة بالبارحة، نتكلم رياضياً وسياسياً، فالكرة طالما طالت نوافذ السياسة وأطلت منها لتغير شيئاً مثلما وصف الرئيس الأرجنتيني هدف مارادونا بأنه صفعة في وجه الإمبريالية، حين أحرز هدفاً بيده على إنجلترا.
يتم قصف العقول واستمالتها عبر لاعب الكرة أكثر مما يتم عبر وسائل الإعلام نفسها، وقد يحتاج بناء ممثل أسطوري أو كاتب أسطوري إلى عشرات السنوات، بينما يمكنك بناء لاعب أسطوري خلال سنوات قليلة.
اللاعب المتعوب عليه هو كل الحكاية، الظاهرة والفلتة الزمنية، وليس القصد هنا إلهاء العقول، بل صناعة نجم ذي قيمة مثل الأديب والفنان والعالم، وكل هؤلاء يجلبون قيمة مضافة للوطن على المستوى العالمي.