في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال الإسرائيلي تأجيج الأوضاع في سوريا من خلال تدخله السافر في شؤونها الداخلية، ومواصلة اعتداءاته على الأراضي والسيادة السورية، يبرز موقف دولي لافت رافضاً لهذه السياسة الرعناء، ومؤلفاً شبه إجماع دولي على دعم سوريا في هذه المرحلة، مؤكداً ان الاستقرار الإقليمي أساسه استقرار سوريا، وأن الاعتداءات الإسرائيلية مرفوضة ومدانة، وهي خطر على السلم والأمن الدوليين.
بموزاة ذلك تواصل الحكومة جهودها بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، لتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، كما تعمل على الاستجابة السريعة لتأمين الاحتياجات الإنسانية لأبناء المحافظة، بالتوازي مع جهودها لتهدئة الأوضاع ولإعادة الأمن والاستقرار من خلال فصل مناطق التوتر بين الأطراف المحلية، وصولاً الى تفعيل مؤسسات الدولة والخدمات في مدينة السويداء وريفها.
وأمام هذا المشهد السوري المعقد، والذي غير للوهلة الأولى قناعات البعض تجاه دمشق، بسبب الأحداث المؤلمة التي حصلت في السويداء، والتي راح ضحيتها المئات من السوريين، يحضر الموقف السعودي بكل قوة، مبدلاً القناعات التي أصابها بعض الشك حول قدرة الحكومة السورية على الالتزام بوعودها تجاه شركائها السياسيين والاقتصاديين، فكان حضور الوفد الاقتصادي والاستثماري الكبير برئاسة وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، وبجعبته عشرات المشاريع الاستثمارية والاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم، بقيمة عشرات مليارات الريالات، تأكيد جديد على الإرادة السياسية لدى دمشق والرياض، بالمضي قدماً في تعزيز علاقات الأخوة والتعاون السياسي الاقتصادي، الأمر الذي غير القناعات، الإقليمية والدولية نحو إيجابية الموقف السوري.