من جديد نتحدث عن حالة الغلاء التي نعيشها هذه الأيام… نتحدث عن سعر الصرف وغلاء الأسعار، هذه الثنائية التي أنهكتنا ، فموجة الغلاء الفاحش التي تعيشها كلّ المحافظات وخاصة دمشق ، باتت لا تطاق . . جنون أسعار السوق تجعل الواحد منا يضرب أخماس بأسداس كي يلبي الحدّ الأدنى من احتياجات بيته ، وعندما نسأل أي تاجرٍ عن سبب ارتفاع الأسعار الجنوني يتحجج بارتفاع سعر الصرف وارتفاع أجور النقل.
والسؤال هنا : هل باتت مؤسسات التدخل الإيجابي أيضاً ضمن تركيبة هذه الثنائية رغم كلّ ما تحاول فعله كي تقدّم ما تطرحه في السوق بأسعار تناسب الناس ، لكن بكلّ أسف حسابات الأولاد لم تكن متطابقة مع حسابات الوالد الذي يعود منهكاً نتيجة البحث الطويل عن المواد التي تناسب جيبه ، لكنّه لم يجد المطلوب ويعود خاوي الوفاض . . وهنا السؤال الذي ننتظر له جواباً : هذه التركيبة ( الثنائية ) ، لاهم لها إلا الربح ولو كان على حساب حياة الناس ؟.
نعتقد أن ثنائية الدولار وغلاء الأسعار قد طفت على واجهة هم المواطن الذي يمضي ساعات طوال للبحث عن لقمة العيش ولو بأدنى الحدود ، هو يبحث أين يجد المواد التي تتناسب ولو بعض الشيء وفق ميزانيته التي لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن ترضي أفراد عائلته الذين ينتظرون .
طبعاً لسان حالنا يقول :هناك جهات تحتكر المواد وتتلاعب بالأسعار، وهذا منذ سنوات الأزمة التي نعيش، لكن على ما يبدو أن لا أحد من المعنيين والتجار ينظر إلى الجانب المظلم للمسألة . فلا أحد منهم – أي المعنيين والتجار – يكترث بارتفاع أسعار المواد التموينية والغذائية، فيما إذا كانت مرتفعة أم لا، بل يعملون على تقاذف التهم بينهم .
ففي آخر دراسة غير رسمية أظهرت أن الأسرة السورية تحتاج إلى نحو مليون ليرة سورية شهرياً لتؤمن احتياجاتها المعيشية، وبعيداً عن تلك الدراسة نجد أن مسوغات المعنيين والتجار والباعة بزيادة الأسعار غير منطقية ، ولا نبالغ اذا ما قلنا هناك عوائل أصبحت تشتري الخضار (بالحبة) وربما هناك الكثير منها قد عزف عن شراء الخضار والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء وحتى البيض صار من المنسيات على الرغم أنه منتج محلي ، وهنا نتساءل : إلى متى نظل رهينة هذه الثنائية التي أنهكتنا مع فقدان ليرتنا للكثير من قيمتها .