لايمكن اعتبار خروج فريق تشرين، بطل الدوري الكروي الممتاز، في المواسم الثلاثة المنصرمة، من البطولة العربية، صدمة أو خيبة، تضاف إلى سلسلة الخيبات التي تلازم كرتنا، على صعيد المنتخبات بكافة فئاتها، أو على مستوى الأندية.
فهذا الفريق اجتهد وبذل جهوداً كبيرة، وتحدى الكثير من الصعاب، وارتقى إلى مستوى الحدث، وقدم نفسه وكرتنا عموماً، ونافس واقترب من تحقيق مايشبه المفاجأة!! لكن المنطق الكروي كانت له كلمة الفصل، والفوارق الهائلة في الإمكانات الفنية والمالية، بينه وبين منافسيه، استطاع أن يقلص حجمها، فلم تظهر على النحو الطبيعي، بل بدا فريقنا قريباً جداً من قلب طاولة التوقعات رأساً على عقب، واستحق الإشادة بروح لاعبيه القتالية، وقدرته على تعويض ما ينقصه من محترفين، على سوية عالية، وغياب جماهيره عن مواكبته، فلعب خارج قواعده، في أرض منافسه السعودي، ناهيك عن ضعف فترة التحضير والاستعداد، لهذه البطولة، وخسارته لعدد لا بأس به من لاعبيه المحليين الذين أحرز بهم ومعهم لقب الدوري..
يستحق فريق تشرين الإعجاب والثناء، وهو الذي بدأ الدوري الكروي، بصدمة شديدة، بوفاة رئيسه، في حادث أليم، فتعثرت خطواته الأولى في المسابقة المحلية، لكنه سرعان ما نهض وتعالى على جروحه وظروفه، وتمكن من الصعود إلى المنطقة الدافئة، بعيداً عن شبح الهبوط، وفي الاستحقاق الخارجي، لم يكن ضيف شرف ولا جسر عبور، بل منافساً عنيداً، خرج مرفوع الرأس، وفي جعبته الكثير من مخزون الثقة بالنفس، والقدرة الفائقة على مواجهة التحديات بثبات.