الثورة – أسماء الفريح:
تظاهر عشرات النشطاء المناهضين للطاقة النووية في العاصمة اليابانية طوكيو اليوم لمطالبة السلطات إلغاء خطتها بإطلاق مياه معالجة لكنها مشعة من محطة فوكوشيما دايتشي النووية في البحر والتي قد تبدأ هذا الصيف.
وأعلنت الحكومة اليابانية في نيسان الماضي عزمها البدء بإطلاق كميات هائلة من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما إلى المحيط الهادئ في غضون عامين وسط معارضة قوية من الصيادين المحليين والسكان لآثاره الخطيرة على البيئة والصحة.
وذكرت وكالة اب أن المتظاهرين الذين احتشدوا أمام مقر شركة “طوكيو إلكتريك باور” في طوكيو رددوا هتافات مثل “لا تلقوا المياه الملوثة في البحر!” كما رفعوا لافتات كتب عليها “لا تطلقوا النار على المحيط الهادئ” و”أوقفوا ضخ المياه الملوثة”.
وقال هاروميتشي سايتو الناشط في مدينة إيواكي الواقعة جنوب المحطة المدمرة إنه “حتى بعد معالجة هذه المياه تتبقى بعض الإشعاعات في الماء” مؤكدا أن “هذا مشروع يمتد تأثيره إلى عقود وأجيال عديدة ويجب أن تحظى مثل هذه الأمور بإجماع عام”.
وتسبب تسونامي وزلزال حدثا في الحادي عشر من آذار عام 2011 في إتلاف أنظمة التبريد بمحطة فوكوشيما ما أدى لتدمير ثلاثة مفاعلات نووية وتسرب مياه التبريد شديدة الإشعاع إلى الأقبية حيث تم تجميع ومعالجة هذه المياه ووضعها في خزانات تغطي معظم أجزاء المحطة.
وتخطط طوكيو الكتريك باور التي تدير المحطة,التي تحطمت تقريبا في كارثة عام 2011، وانتهت من تشييد المرافق اللازمة لها لإطلاق كميات هائلة من المياه في البحر بعد شهر حزيران المقبل، وتزعم الحكومة والشركة بأنه ينبغي إزالة هذه الخزانات لإفساح المجال لإيقاف تشغيل المحطة وتقليل مخاطر التسرب في حال وقوع كارثة أخرى.
ورغم تأكيدات مسؤولين يابانيين أن المياه ستصفى إلى أقل بكثير من المستويات الدولية القابلة للضخ وستخفف بكميات كبيرة من مياه البحر قبل إطلاقها ما يجعلها غير ضارة، إلا أن علماء يشددون على أن أضرار تعرض البيئة والأشخاص لجرعات منخفضة من التريتيوم والنظائر المشعة الأخرى على المدى البعيد غير معروفة ولذلك ينبغي تأخير إطلاق هذه المياه.
وأعربت الخارجية الصينية الشهر الماضي عن قلقها العميق إزاء قرار اليابان البدء بإطلاق المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما إلى المحيط الهادئ، مشيرة إلى أن تقرير مراجعة أعده فريق خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلص إلى أنه إذا تم تصريف المياه العادمة المحتوية على التريتيوم من فوكوشيما في المياه فإنها ستحمل آثاراً ضارة على البيئة البحرية وصحة السكان في البلدان المجاورة، مشددة على أن المياه المعالجة بحاجة إلى مزيد من التنقية لإزالة الذرات المشعة الأخرى.