على خلفية تعنت الغرب واختلال موازين القوى.. الدوما الروسي يوافق على الانسحاب من معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا

الثورة – أسماء الفريح:
بعد أيام قليلة من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بانسحاب موسكو من معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا، صوَّت نواب مجلس الدوما بالإجماع اليوم على هذه الخطوة.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي ليونيد سلوتسكي إن “القرار يصبُّ في المصلحة الوطنية لضمان أمن روسيا”.
وكان ممثلو الدول الأعضاء في حلف الناتو وأعضاء حلف وارسو وقعوا على المعاهدة المذكورة في الـ 19 من تشرين الثاني عام 1990 في باريس ودخلت حيز التنفيذ في الـ 9 من تشرين الثاني عام 1992 والتي تنص على الحد من القوات التقليدية لدول الحلفين العسكريين، وكذلك الحد من نشر القوات على خط التماس بينهما بهدف منع وقوع هجوم مفاجئ وشن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.
وشهدت قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي عقدت في اسطنبول عام 1999توقيع اتفاق حول تعديل المعاهدة بسبب تغير الوضع السياسي العسكري في أوروبا بعد زوال حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، لكن المعاهدة المعدَّلة لم تدخل حيز التنفيذ، حيث لم تصدق دول الناتو عليها وواصلت الالتزام بأحكام نسخة 1990 التي تحدد معايير الأسلحة التقليدية على أساس الموازين السابقة بين الناتو وحلف وارسو.
ومع اختلال موازين القوى بسبب توسع حلف الناتو وعزم الولايات المتحدة على نشر عناصر من نظامها للدفاع الصاروخي في دول أوروبية، قدم الجانب الروسي طلباً لتعديل المعاهدة في الاجتماع الذي دعت له موسكو للدول الموقعة على المعاهدة في فيينا في تموز 2007، لكن وبعد رفض الطلب الروسي وتأكد القيادة الروسية من أن الغرب لايريد مناقشة المقترحات الهادفة إلى إنقاذ المعاهدة ولا يتمسك ببنودها وقَّع بوتين على قرار تعليق مشاركة روسيا فيها اعتباراً من الـ 12من كانون الأول  2007.
وفي عام 2011 أعلنت الولايات المتحدة، من جانبها، عن “تعليق تنفيذ بعض التزاماتها أمام روسيا” الواردة في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وبعد عدة سنوات أخرى من المحاولات العقيمة لإنقاذ المعاهدة، أعلنت روسيا التعليق التام لمشاركتها فيها اعتباراً من آذار 2015، واستمرت العلاقات بين روسيا والغرب في التدهور في السنوات التالية وسط رفض الناتو التخلي عن التوسع وانسحاب الولايات المتحدة من عدد من الاتفاقات المهمة في مجال الحد من الأسلحة والرقابة عليها.
وعلى خلفية الأزمة الأوكرانية تأكدت روسيا من أن ما يحدث فيها هو حرب بالوكالة يخوضها الغرب ضدها ولاسيما في ظل نشر قوات إضافية للحلف في أوروبا وقرب الحدود الروسية، وضخ كميات هائلة من الأسلحة إلى أوكرانيا ما دفع موسكو لنبذ الاتفاقات السابقة مع الغرب التي لم تعد تخدم المصالح الأمنية للدولة الروسية وصولاً لانسحابها من معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا بعد أسابيع من إعلان بوتين في خطاب أمام الجمعية الفيدرالية في الـ 21 من شباط الماضي تعليق مشاركة روسيا في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكَّد في وقت سابق اليوم إنه لا توجد احتمالات للعودة إلى معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، وقال إنه سيكون من الممكن الحديث عن شيء ما “عندما تنتهي الفترة المضطربة لعلاقاتنا مع الغرب”، موضحاً أن هذه القضية ممكنة عندما يتخلى الغرب عن سياسته العدائية تجاه موسكو.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً