الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال خبراء صينيون في 14 أيار الجاري، إن الجهود التي تبذلها الدول لاستبدال الدولار الأمريكي في التجارة الدولية ستصل إلى مستوى مرتفع جديد عندما تناقش دول البريكس جدوى إدخال عملة مشتركة في قمة بجنوب إفريقيا في وقت لاحق من هذا العام، مشيرين إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تكون ضربة جديدة لهيمنة الدولار.
ستناقش مجموعة دول البريكس القضية، والتي من المحتمل أن تكون على جدول أعمال اجتماع رؤساء الدول في جوهانسبرغ في 22 آب القادم، حسبما أفادت بلومبرغ مؤخراً، نقلاً عن وزير خارجية جنوب إفريقيا.
تمثل مجموعة دول البريكس، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ثلث الناتج الاقتصادي العالمي، وناتجها المشترك أكبر من اقتصادات مجموعة السبع ببعض المقاييس.
قال الخبراء إن الرغبة في عملة توفر إمكانية وصول أفضل ومعاملة أكثر عدلاً في التجارة الدولية هي الهدف الرئيس لدول البريكس، وأشاروا إلى أن الدولار الأمريكي الذي يستخدم كأداة للولايات المتحدة لممارسة الهيمنة الدولية، تسبب في حالة عدم يقين كبيرة لتعافي الاقتصاد العالمي.
قال تشو يو، مدير مركز أبحاث التمويل الدولي في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، لصحيفة غلوبال تايمز: إن المناقشة من المرجح أن تكون محاولة استقصائية من قبل دول البريكس من أجل هدف طويل الأجل لوحدة العملة.
وأضاف تشو: على الرغم من الصعوبات الهائلة التي تواجه مثل هذه الجهود، فإنه ليس من المستحيل تماماً أن تمتلك هذه الدول مثل هذه الوحدة من العملات.
وتابع تشو: إن إنشاء عملة موحدة لمجموعة من البلدان عادة ما يستغرق وقتاً طويلاً ويتطلب سنوات من التعاون، ويعني في النهاية التخلص التدريجي من العملات المحلية، متخذاً اليورو كمثال.
ومع ذلك، يبدو أن الجهود التي تبذلها دول البريكس حالياً تركز على ابتكار وحدة عملة تستخدم خصيصاً لتسوية التجارة عبر الحدود، بدلاً من وحدة عملة لتحل محل العملات المحلية الأخرى، ما يقلل من صعوبة مثل هذه الجهود ويزيد من قبولها، فقد ذكرت تقارير إعلامية أن 80 بالمئة من التجارة العالمية تتم تسويتها حالياً بالدولار الأمريكي.
خلال زيارة إلى إسبانيا في أواخر نيسان الماضي، قال الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا: إنه يؤيد إنشاء عملة للتداول بين دول البريكس، وفي وقت سابق في شنغهاي، تساءل لولا عن سبب ربط الدول بالدولار من أجل التجارة، وفقاً لرويترز.
قال جاو لينجيون، الخبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين: إن السياسة النقدية غير المسؤولة للولايات المتحدة جعلت الدولار مليئاً بالمخاطر في السنوات الأخيرة، وأضاف أنه قد يكون اقتصاد كبير مثل الصين قادراً على تجنب بعض المخاطر لقدرته الاقتصادية القوية، في حين أن بعض الدول الأصغر قد تواجه أزمات مالية أو أزمات ديون.
وقال تشو: إن تسوية العملة المحلية، التي شوهدت تنمو بسرعة في الأشهر الأخيرة، وهي الآن تتقدم بشكل ملموس وكبير من قبل دول البريكس للحد من هيمنة الدولار على التسوية التجارية.
وذكرت تقارير إعلامية أن أكثر من 70 في المائة من التجارة بين الصين وروسيا قد تمت تسويتها بالفعل بالعملات المحلية.
كما ذكرت وكالة بلومبرغ أن البرازيلية سوزانو إس إيه، أكبر منتج لب الخشب الصلب في العالم، وقالت الأسبوع الماضي: إنها قد تقبل اليوان لتصدير منتجاتها إلى الصين، وذكرت وسيلة إخبارية محلية أن باكستان قد تستخدم اليوان أيضاً لشراء شحنة من الخام الروسي.
وقال تشو: إنه مع إنهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة وضعف الدولار الأمريكي نتيجة لذلك، فإن اتجاه نزع الدولار في جميع أنحاء العالم سوف تزداد وتيرته، وأشار الخبراء إلى أن مثل هذه التطورات ستسرع أيضاً من وتيرة تدويل اليوان.
وقال جاو: إن دول البريكس بدأت في زيادة جهودها لتسوية التجارة بعملات أخرى، ويتجلى ذلك في التدويل السريع لليوان، وهو عملة أكثر موثوقية، وإنه على عكس الإصدار المفرط للدولار الأمريكي، فإن الحكومة الصينية مسؤولة عن إصدار اليوان، مضيفاً أن زيادة التسويات بالعملة المحلية ستكون اتجاهاً سيجعل التجارة بين الدول الأعضاء أسهل وأكثر عدلاً.
المصدر: غلوبال تايمز