الثورة – ترجمة رشا غانم:
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وطاجيكستان، وكذلك الذكرى العاشرة لتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين هذين البلدين، الذي يشكل أساس العلاقات الثنائية، كما يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، والتي تساعد أيضاً في بناء مجتمع بمستقبل مشترك للبشرية.
خلال العقود الثلاثة الماضية، حققت العلاقة الطاجيكية الصينية إنجازات هامة في مختلف المجالات.
طاجيكستان والصين جارين جيّدان وشريكان مقربان يدعمان بعضهما البعض في الأوقات الصعبة، وتعلق طاجيكستان أهمية كبيرة على التعاون المتزايد مع الصين.
في الواقع، يمثل تعميق العلاقات مع الصين أولوية في السياسة الخارجية لطاجيكستان، حيث تعتبر طاجيكستان الصين شريكاً استراتيجياً موثوقاً به على الساحة الدولية، وفي خضم الحالة العالمية المعقدة، وتزايد التحديات والتهديدات العالمية والإقليمية، تتزايد أهمية العلاقات الطاجيكية الصينية، حيث تعتبر طاجيكستان الصين صديقة وشريكاً مخلصاً، ويسعدها أن تحصل على دعم الصين لتنميتها المستدامة.
وعلى الصعيد الدولي، تتمتع الصين بنفوذ كبير، وتشارك في الشؤون السياسية والاقتصادية، وتضطلع بدور بناء في صون الاستقرار والأمن العالميين، وعلى هذا النحو، ترحب طاجيكستان بمبادرة الأمن العالمي للصين، وهي مستعدة لإجراء عمليات تبادل وتعاون مع الجانب الصيني في إطار المبادرة.
على مدى العقود الثلاثة الماضية، تجمع الكثير من الخبرات العملية والإنجازات الهامة من قبل الجانبين من حيث التجارة والتعاون الرفيع المستوى بين طاجيكستان والصين، بشكلٍ يسمح لهما بتنفيذ الاتفاقات التي توصلا إليها في مختلف الميادين.
هذا وتعززت الصداقة والتفاهم بين البلدين خلال المكافحة المشتركة لفيروس كورونا، خاصة وأن الصين تبرعت لطاجيكستان بمبلغ 8.3 ملايين جرعة من لقاحات كوفيد-19، حيث يقوم التعاون بين البلدين على أساس سياسي واقتصادي متين، ومن ثم يمكن أن يعزز التنمية ذات المنفعة المتبادلة في جميع المجالات، التي لا تخدم المصالح الوطنية الطويلة الأجل للجانبين فحسب، بل ستسهم أيضا في استقرار المنطقة وأمنها.
إضافة إلى ذلك، ستعزز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والأمنية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومع تعزيز الروابط الطاجيكية الصينية على مستويات متعددة، ستكتسب العلاقات الثقافية والإنسانية بين الجانبين مزيداً من الأهمية.
وكانت طاجيكستان من أوائل البلدان التي دعمت مبادرة الحزام والطريق وشاركت في المبادرة، كما اتفق الجانبان على دمج مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين مع إستراتيجية التنمية الوطنية لطاجيكستان حتى عام 2030 من أجل تحقيق الرخاء المشترك.
تدعم طاجيكستان مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين، وهي مستعدة للتعاون مع الصين في تنفيذها من خلال برامجها الإنمائية، والتي ستساعد في تعزيز الاقتصاد الأخضر والرقمي في طاجيكستان، وتعد الصين أيضاً مستثمراً رائداً في طاجيكستان، حيث تمثل أكثر من 40 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي في اقتصادها.
حدد البلدان عشرات الأهداف المهمة في مختلف المجالات، بما في ذلك مجالات الطاقة والطرق السريعة والصناعات والزراعة.
يُذكر أنّه في السنوات 31 التي انقضت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، وفي السنوات 10 التي انقضت منذ إبرام اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة، حققت طاجيكستان والصين العديد من الإنجازات الثنائية الرائعة، بفضل الاجتماعات والمناقشات المتكررة بينهما على مختلف المستويات، والواقع أن العلاقات الصينية الطاجيكية ازدهرت وأصبحت نموذجا للعلاقات الثنائية المثالية في ظل القيادة الحكيمة وذات الرؤية لرئيسي الدولتين، حيث تولي طاجيكستان أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع الصين في إطار الأمم المتحدة، والمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وكذلك في إطار آلية آسيا الوسطى والصين، وعلى هذا النحو، ترحب طاجيكستان وتتطلع إلى قمة آسيا الوسطى والصين المقبلة في شيان، مقاطعة شنشي في الصين.
تستعد طاجيكستان أيضاً للزيارة المقبلة لرئيسها إمومالي رحمون إلى الصين، حيث من المرجح أن يوقع الجانبان عدداً من الوثائق السياسية واتفاقات التجارة والاستثمار، ومن المؤكد بأن زيارة رحمون ستضفي زخما جديدا على الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين طاجيكستان والصين، فمن أهم مجالات الصداقة والشراكة الصينية الطاجيكية التعاون بين المركزين العلمي والتحليلي للبلدين، وبفضل مبادرة الرئيس رحمون، أقام مركز البحوث الإستراتيجية- معهد طاجيكستان الرائد للأبحاث، علاقات وثيقة مع العديد من مراكز الأبحاث الرائدة في الصين.
وسيساعد التعاون العلمي والمثمر بين معاهد البحوث في البلدين على تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون والصداقة بين شعبي البلدين، وترقية العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
المصدر: تشاينا ديلي