حظيت قمة جدة باهتمام واسع في أوساط المراقبين والمتابعين ما جعلها قمة استثنائية، لجهة أجواء المصالحة التي مهدت لها والقضايا التي نوقشت فيها، وقد كان حضور السيد الرئيس بشار الأسد الحدث الأبرز فيها لما احتوته كلمته من شفافية ووضوح في تشخيص المشكلات التي تعاني منها أمتنا واقتراح الحلول التي تعالج هذه المشكلات وتضع حداً لها.
فقد قدّم السيد الرئيس في كلمته رؤية موضوعية للأحداث والتطورات واضعاً أمام الزعماء والقادة العرب أفضل مسارات الحل والتضامن والتعاون وتقوية دعامات العمل العربي المشترك، وإذا ما انتهجت كلمة سيادته كدليل عمل للمرحلة القادمة، فإن الكثير من الانفراجات ستتحقق على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي والمحلي بوجه خاص، حيث يأمل الشارع العربي أن تكون هذه القمة بمثابة تحوّل استراتيجي عربي للخروج من تداعيات ما يسمى”الربيع العربي ” من أجل الدخول إلى عصر التعددية القطبية بوزن وحضور يكافئ الوزن والحضور اللذين تشكلهما الجامعة العربية كمؤسسة وأعضاء فاعلين فيها.
ولعلّ أهم ما تطرّق له سيادته هو ترك الخيار للشعوب العربية في معالجة أزماتها ومشكلاتها وتقليل تأثير التدخلات الخارجية في شؤونها، وهو ما يترجم السيادة الوطنية ويعطي للشعوب حقّ تقرير مصيرها بنفسها بعيداً عن الضغوط والاملاءات الخارجية، ومن دون أدنى شك سيكون لهذين المبدئين فعل السحر في معالجة الحالة العربية الراهنة ووضع الأمة العربية بشعوبها ودولها في المسار الصحيح.