حمص – الثورة – ابتسام الحسن:
بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية والمؤسسة العامة للسينما افتتح اليوم ملتقى جامعة البعث للسينما السورية على مدى ثلاثة أيام.
استهل الملتقى أعماله بعرض فيلم مطر حمص من تأليف وإخراج جود سعيد تدور أحداثه حول بطل العمل محمد الأحمد (يوسف) ولمى الحكيم (يارا) وبحثهما عن الحياة وسط الحصار المفروض عليهم في أحد أحياء المدينة خلال العام 2014 استمر حصارهم لأكثر من مئة يوم حاولوا خلالها الهروب من الموت أكثر من مرة.
أمين فرع الحزب لجامعة البعث فائق شدود دعا إلى أن يكون الملتقى تقليداً سنوياً، لافتاً إلى أهمية الفنون السينمائية والمسرحية لتعزيز قيم الحق لدى الطلبة، مؤكداً أن سورية تزخر بالمواهب الإبداعية الشابة، حيث قفزت الدراما السورية قفزات كبيرة بالرغم من أن السينما لم توازيها إلا أنها تشهد نمواً ملحوظاً مؤخراً وإنتاج أفلام هادفة تظهر وحشية الحرب وهمجيتها على سورية وبطولات الجيش العربي السوري في التصدي لها.
بدوره المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين قدم شرحاً موجزاً عن تاريخ السينما في سورية والتطورات والمراحل التي مرت بها، حيث عرفت السينما عالمياً في العام 1895 وشهدت اختلافاً في الآراء ما بين مؤيد ومعارض وعرفت السينما في سورية عام 1908، وكان أول عرض سينمائي في مدينة حلب كما تم العرض السينمائي الأول في مدينة دمشق عام 1912، وفي العام 1916 تم إحداث أول سينما في سورية (سينما القلعة) ومن ثم مرت بمراحل عديدة إلى أن وصلت للعام 1958 الذي مهد للهوية الحقيقية السينمائية في سورية، حيث وجدت دائرة الإنتاج السينمائي في التلفزيون، وفي العام 1963 تم إنشاء المؤسسة العامة للسينما، وكانت بدايتها بإنتاج الأفلام القصيرة لتتحول فيما بعد إلى الأفلام الروائية الطويلة وكان أول إنتاجها فيلم سائق الشاحنة الذي حدد هوية السينما السورية واهتمامها بالقضايا الجادة، والفيلم المذكور رسم الهوية السينمائية السورية على مدى عقدين من الزمن لتدخل السينما مرحلة التأسيس التقنية والتمهيد لهوية الفيلم السوري وتقديم الأفلام الهادفة التي تلامس هموم الناس والقضايا الوطنية ولاسيما القضية الفلسطينية، ومن أهم الأفلام المنتجة في تلك الفترة فيلم السكين والحياة اليومية في القرية السورية وكفر قاسم وغيرها من الأفلام الهادفة.
خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبعد عودة المخرجين الموفدين من الاتحاد السوفييتي بدأت مرحلة جديدة من تاريخ السينما السورية وكان من أهم أعلامها عبد اللطيف عبد الحميد وسمير ذكرى وآخرين، وقُدمت خلالها أفلام هامة مثل حادثة النصف متر ورسائل شفهية والشمس في يوم غائم.
ومن ثم كانت هناك سيطرة للقطاع الخاص على السينما حيث أنتج عدداً من الأفلام البعيدة عن المحتوى الفكري والهادفة إلى الربح، وأضاف شاهين أن أهم ما تعاني منه السينما افتقادها للكتابة السينمائية، بعدها شهدت السينما تراجعاً نتيجة ظهور الدراما، وخلال العام 2010 مع بداية الحرب على سورية استعادت السينما بعضاً من بريقها وأنتجت أفلاماً لمحاربة الفكر الإرهابي المدمر من منها فلم مريم – الأب والأم – بانتظار الخريف – مطر حمص – دم النخيل، وغيرها من الأفلام التي توثق المرحلة التي تمر بها سورية، وتعمل المؤسسة حالياً على بعض المشاريع لجذب المواهب الشابة وتوظيفها في خدمة المجتمع، ومن ثم فتح المجال لطرح الأسئلة من قبل الطلاب والإجابة عليها.
ودعا شاهين إلى تأسيس نادٍ سينمائي في جامعة البعث يتم فيه عرض الأفلام ومتابعة الأنشطة السينمائية خاصة أن السينما لها أثر كبير في مخاطبة الشباب وتفعيل دورهم كونها بثقافات العالم أجمع، وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى سيتابع أعماله بعرض فيلم (دمشق حلب) الساعة السادسة مساء للمخرج باسل الخطيب يعقبه لقاء مفتوح مع المخرج ونجوم العمل دريد لحام وصباح جزائري.