كلمة الرئيس الأسد في القمة العربية.. عناوين كبرى ورسائل غنية في المضمون خبراء وباحثون لـ «الثورة»: تشخيص دقيق للتحديات وسبل مواجهتها.. وخارطة طريق للعمل العربي المشترك

الثورة:

رسم السيد الرئيس بشار الأسد خلال كلمته أمام القمة العربية في جدة في التاسع عشر من الشهر الحالي، خارطة طريق للخلاص من الأوجاع التي تعاني منها الأمة العربية، بعد أن شخص الواقع العربي الراهن وما يتهدده من مخاطر وتحديات، ليضع بذلك القادة والمسؤولين العرب ومؤسسة الجامعة العربية أمام مسؤولياتهم التاريخية، للعمل وفق رؤية موحدة وإرادة صلبة لدرء تلك المخاطر، وتجنيب الأمة العربية المزيد من التحديات التي تستهدف أمنها واستقرارها ووجودها.
وأشار أيضاً إلى مكمن الخلل في مؤسسة الجامعة العربية، وأكد ضرورة تطوير منظومة عملها و آلياتها بما يتماشى مع العصر، وأنها (بحاجة إلى سياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة)، داعياً في الوقت ذاته لضرورة اقتناص الفرصة التاريخية اليوم في ظل المتغيرات الدولية التي تتجه نحو عالم متعدد الأقطاب لإعادة ترتيب الشؤون العربية بعيدا عن التدخل الأجنبي، وأكد أيضاً على ضرورة معالجة أسباب المشكلات والأزمات والأوجاع التي تعاني منها الدول العربية حتى لا تغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج.
كما جدد التأكيد على ثوابت سورية التاريخية، وعلى موقعها العروبي، ومواقفها السياسية الثابتة تجاه القضايا العربية، وأعاد التذكير بأن ماضي سورية وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم.
هذه النقاط الجوهرية والرسائل المهمة التي تضمنتها كلمة الرئيس الأسد، تناولها عدد من الباحثين والخبراء والمحللين السياسيين، في لقاءات أجرتها صحيفة الثورة، لتسليط الضوء على أهمية مضمون الكلمة وأهدافها ودلالاتها، في ظل التحديات والتهديدات الكبيرة التي تستهدف الأمة العربية اليوم.


   د. أبو عبد الله: خطاب مكثف فيه الكثير من الرسائل

الثورة – حوار ريم صالح
أكد المحلل السياسي والخبير في العلاقات العربية والدولية الدكتور بسام أبو عبد الله في تصريح خاص للثورة عبر تطبيق واتساب أن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد في القمة العربية في جدة بقدر ما كان مكثفاً، بقدر ما كان يحمل رسائل كثيرة، بل وفي أكثر من اتجاه، وبالتالي لا يمكن قراءة هذا النص المكثف جداً خلال ٥دقائق، سوى بأن نحدد نقاطاً أساسية وعلّاْمة، وبالطبع بقدر ما كانت هذه الأفكار مكثفة بقدر ما كان فيها كما قلنا من محتوى ورسائل ومضمون.
وشدد على أن التركيز في هذا الخطاب ليس على الإنشاء، وإنما التركيز على الرسائل والأهداف الأساسية.
وأوضح د. أبو عبد الله أن الرئيس الأسد حدد في خطابه العلل، وقال إن هناك عللاً، ومشاكل، وأمراضاً في الوطن العربي، ونوه إلى أن هذه العلل، أو الأمراض كانت تعالج بشكل جزئي، ولكنها لم تكن تعالج المرض الأساسي، ويقصد بالمرض الأساسي في كل قضايانا التي تتعلق بالمنطقة العربية، والوطن العربي، ولهذا فإن سيادته عندما قال إنه لا بد من معالجة المرض الأساسي المسبب لها، أي التفرقة، وعدم الوحدة، وعدم وجود رؤية مشتركة، لمشاريع مشتركة، بالطبع هذه علة أساسية، ومرض أساسي، لم تستطع الجامعة، ولا غيرها تحقيق اختراق بها، ولهذا عندما قال سيادته أننا أمام أخطار، ليست فقط محدقة بنا، بل محققة، حيث أصبحنا في قلب الأخطار، ولذلك قال عن هذه الأجواء يجب أن نبحث عن عناوين كبيرة، وبالطبع عندما نتحدث عن عناوين كبيرة، فإننا نريد البحث عن ما يهدد مستقبلنا، وما ينتج أزماتنا بشكل دائم، وما يجعلنا نؤمن للأجيال القادمة، حياة آمنة، ومستقرة، وثابتة، ولكنه وضع المنهاج، أو النهج الذي يجب العمل عليه لمعالجة العناوين الكبرى، منطلقاً من أولاً عدم معالجة النتائج، وإنما الأسباب، لأننا دائماً نتعاطى مع النتائج، ولا نتحدث عن الأسباب.
وأضاف الخبير في الشؤون العربية والدولية، أنه في نفس الوقت فإن التهديدات، فيها مخاطر، وفيها فرص، وبالتالي هي ليست دائماً تحديات، فمثلاً صحيح أن الحرب على سورية كانت تهديداً وجودياً حقيقياً، ولكن كان فيها أيضاً فرص كاملة، ومن هذه الفرص التي يشير إليها السيد الرئيس بشار الأسد هو أننا أمام عالم متعدد الأقطاب.
ولفت د. أبو عبد الله أن هذه اللحظة لحظة تاريخية، وهذا العالم متعدد الأقطاب، نتج، أو هو نتيجة لهيمنة الغرب الذي كان واضحاً أمام دول قد تعتقد نفسها حليفة للغرب، حيث قال لهم سيادته إن هذا الغرب، مجرد من المبادئ، والأخلاق، والشركاء، حيث أنه لا يحترم شركاء، ولا يحترم المبادئ، وليس لديه أخلاق، وبالتالي هذه فرصة تاريخية لنا لإعادة ترتيب شؤوننا كعرب، وبالتالي الابتعاد قدر الإمكان عن التدخل الأجنبي، وهذا التموضع الجديد لنا كعرب يحتاج إلى أن نستثمر أجواء المصالحات الجيدة، بمعنى أن أجواء المصالحات أتت في ظل لحظة تاريخية، وفي ظل تحول عالمي نحو عالم متعدد الأقطاب، وهذه فرصة أيضاً يقصد بأن هذا التحدي هو أيضاً فرصة، أو أن هذه التهديدات فرصة أيضاً لنرسخ ثقافتنا.
ونوه د. أبو عبد الله إلى أن العامل الثقافي كان حاضراً في كلمة الرئيس الأسد، عندما قال إن العرب معرضون لذوبان هويتهم، وتهديد لغتهم، وثقافتهم، مع الليبرالية الحديثة التي كان قد أشار إلى مخاطرها، أو النيو ليبرالية، في خطابه في جامع العثمان أمام رجال الدين، حيث قال إن هذه التهديدات النيو ليبرالية مع هذا العالم الجديد الآتية من الغرب تستهدف انتماءاتنا، كما تستهدف وحدتنا، وتستهدف أخلاقنا، وتستهدف قيمنا، وبالتالي ستؤدي إلى أن يكون تدميرنا ذاتياً، من خلال هذا الاختراق، لذلك نراه ركز على العامل الثقافي، والهوية الثقافية.
وأضاف أبو عبد الله أنه بالطبع فإن كلمة الرئيس الأسد حددت أيضاً العناوين الكبيرة، وهي مركزية القضية الفلسطينية، والكيان الصهيوني الذي اعتبره سيادته أنه منبوذ عربياً، بمعنى أنه بغض النظر عن قضايا التطبيع فإن هذا الكيان منبوذ شعبياً وعربياً، فالسيد الرئيس حدد هذه المخاطر بالكيان الصهيوني، وبالمشروع العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية، أما التحدي الثالث فهو تحدي التنمية كأولوية قصوى بالنسبة لبلداننا.
ولفت إلى أنه حينما انتقل سيادته للجامعة العربية كمنصة طبيعية يفترض أن تناقش القضايا المشتركة بين الدول العربية، قال إن هذه الجامعة لم يعد بإمكانها أن تستمر بشكلها القديم، وطرح ضرورة تطوير منظومة عملها، ومراجعة ميثاقها، ونظامها الداخلي، وتطوير آلياتها، لكي تتمكن من مواكبة أولاً روح العصر، وثانياً التحديات الجديدة، وثالثاً استخدام أدوات مختلفة عن الأدوات السابقة التي كانت تقوم على آليات عمل تقليدية.
وقال د. أبو عبد الله: بالطبع انأ أعتقد أن هذه الأفكار ستكون محور عمل جامعة الدول العربية أي تطوير عملها، وآليات عملها ويبدو أنه كان هناك مشروع سابق لتطوير عمل الجامعة العربية، لكن الظروف لم تكن تساعد في ذلك.
وختم كلامه بالقول: إن الرئيس الأسد كان واضحاً في الحقيقة عندما تناول العمل العربي المشترك، وعندما أكد أنه يحتاج لرؤى، وحينما حدد الأهداف المشتركة لهذا العمل العربي المشترك اقتصادياً، تنموياً، ثقافياً، وأيضاً عندما شدد على أنه يجب بالتالي أن نحدد أهدافاً كبرى مشتركة بين كل الدول، وأن يوضع لها خطط تنفيذية، وبرامج زمنية، وتمويل، ثم يتم تقييم الخلاصات.


   رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية :
تشخيص دقيق لكل المعوقات التي كبلت العمل العربي

خاص- الثورة- فؤاد الوادي:
أكد عبد الحميد الرياحي رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية أن كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في القمة العربية التي انعقدت في المملكة العربية السعودية بمدينة جدة كانت بمثابة خارطة طريق لتفعيل التضامن العربي وإعطاء مضامين ملموسة للعمل العربي المشترك.
وقال الرياحي خلال لقاء مع «الثورة» عبر التلغرام: إن كلمة الرئيس الأسد كانت بمثابة التشخيص الكامل والدقيق لكل المعوقات والعراقيل والصعوبات التي كبلت العمل العربي المشترك، وأصابت الجامعة العربية بالشلل التام حتى الآن، والذي جعلها تقبع في واد، وتطلعات وآمال وانتظارات الشعوب العربية في آخر.
وبين رئيس تحرير الشروق التونسية: أن تشخيص الرئيس الأسد للوضع العربي دقيق جداً، ووصفته للعلاج كانت وصفة دقيقة ، وصفة طبيب عارف بخفايا وبخبايا الأمور على الساحة العربية وفي المحيطين الإقليمي والدولي، مضيفاً أنه حين نُسقط تفاصيل هذه الوصفة على الواقع العربي، نجد أنها رسمت طريق الخلاص في وضع دولي يتسم بتحولات صاخبة وببروز فرص جدية لقيام نظام دولي متعدد الأقطاب، وهو ما يتيح للعرب هوامش كبيرة للمناورة ولخدمة قضاياهم ومصالحهم وتأمين مستقبل الأجيال العربية المقبلة.
وأشار الرياحي إلى أن الرئيس الأسد دعا في كلمته العرب إلى عدم تفويت فرصة التحولات الدولية والاستفادة من المصالحات التي جرت وما نثرته من أجواء إيجابية على منطقتنا العربية لخدمة قضايانا، بدءاً بقضية شعبنا الفلسطيني المقاوم وما يكابده نتيجة الغطرسة الصهيونية، ووصولا إلى إيجاد تسويات لأزمات اليمن وسورية وليبيا وغيرها من التحديات التي تطرحها نزعات الهيمنة والاستكبار العالمي وتدخلات دول إقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأوضح الصحفي التونسي أن الرئيس الأسد أفاض كثيرا في رسم نهج الخلاص دفاعا عن ثقافتنا وهويتنا العربية الإسلامية في مواجهة الليبرالية المتوحشة المندفعة نحو إشعال مزيد من الحرائق في منطقتنا العربية، حرائق لن يتسنى قطع الطريق عليها إلا بتطوير ميثاق الجامعة العربية وتفعيل آليات العمل العربي المشترك، ومن ثم المرور إلى وضع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بخدمة قضايانا وتأمين المستقبل العربي من كل الشرور والتحديات والمخاطر.
وتابع الرياحي: الرئيس الأسد نجح برشاقة وبلباقة في توجيه الرسائل الضرورية إلى الجميع، رسائل أكدت معاني العروبة والانتماء، ورسائل تجاه الجامعة العربية التي أضاعت بوصلتها فتحولت إلى أداة على العرب وليس أداة لهم، لهؤلاء أكد الرئيس الأسد أن انتماء سورية العربي أصله ثابت وفرعه في السماء وأن سورية لا تضيع بوصلتها ولا تضل طريقها أبداً لأنها في قلب العروبة وقلبها، ومتى التزم العرب بهذه القيم والمعاني فسيكون بالإمكان تفعيل مفاهيم التضامن العربي والعمل العربي المشترك تماهياً مع روح التحولات الايجابية التي سبقت قمة العرب بجدة.


   الدكتور حسن حسن:
الانطلاق بثقة نحو الغد كفيل بتحييد الكثير من التحديات وتحويلها إلى فرص

الثورة- حوار لميس عودة:
تهديدات كثيرة تستهدف عالمنا العربي وتنضوي على مخاطر، إلا أنه في الوقت ذاته ثمة فرص موجودة أيضاً إذا أحسن التقاطها و استثمارها ستعود بالفائدة على منطقتنا، والخير العميم على شعوبها.. منها تبدل الوضع الدولي وتعدد الأقطاب والمتغيرات في ميزان القوى العالمي..
تلك التهديدات والمخاطر وهذه الفرص الواعدة التي تطرق إليها السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التاريخية في قمة جدة مؤكداً أن الأمل العربي معقود بتفعيل الإرادة وتضافر الجهود و العمل المشترك لبلوغ أسمى المقاصد … تناولها بالشرح والتحليل الدكتور حسن أحمد حسن المختص في الجيوبولتيك والدراسات الإستراتيجية في حوار مع صحيفة الثورة، حيث أوضح قائلاً إنه إذا كان تحديد الداء جزءاً من الدواء، فالسيد الرئيس بشار الأسد في كلمته في قمة جدة حدد الداء وأسبابه، وقدم خطة العلاج الكفيلة بالشفاء، فالأخطار تجاوزت مرحلة التشكل وغدت جزءاً من الواقع، وقد تزداد مع مرور الوقت، ويمكن باختصار شديد الإشارة إلى أهم النقاط ، ومنها:
ـ الكيان الصهيوني وجرائمه المتكررة وعدوانيته التي تستهدف الجميع، وقد تكون أكثر خطورة في هذه المرحلة جراء الأزمات النوعية التي تعصف بالداخل الإسرائيلي.
ـ خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة، ولو قُدرَ للفكر الإخواني المتطرف أن يبقى مسيطراً في تونس ومصر لكانت المنطقة بكليتها في مكان آخر، والوجود العسكري التركي المباشر في الداخل السوري والعراقي يؤكد حقيقة الاحتلال القائم وأخطاره، وكذلك التدخلات التركية السافرة في ليبيا ومناطق عربية أخرى، والتنسيق مع الكيان الصهيوني في كل ما يزيد الأخطار والتهديدات على جميع الدول العربية، فالمطلوب شرق أوسط جديد تلعب فيه « إسرائيل» الدور القيادي، وتتمتع فيه تركيا بنفوذ يتناسب وكونها رأس حربة الناتو في المنطقة.
ـ التنمية الشاملة اقتصادياً وثقافياَ ومجتمعياً كأولوية قصوى، وما تمتلكه الأمة من مقدرات هائلة، لكنه مغيب، وهنا يأتي دور الجامعة ـ كما أوضح السيد الرئيس ـ باعتبارها المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها.
ـ الليبرالية الحديثة واستهدافها الممنهج للانتماءات الفطرية للإنسان وتجريده من أخلاقه وهويته، وعندما يتم اجتياح العقول وطرائق التفكير، تنحرف بوصلة الأهداف والاهتمامات، وتجرد من خلفيتها الوطنية، ويصبح اجتياح الحدود أمراً ميسراً ومضموناً بأقل التكاليف.
ـ تحديد الأولويات والعناوين الكبرى التي تفرخ الأزمات المتتالية التي تعاني منها الأمة، ومعالجة الأسباب بجدية ومسؤولية تقود إلى النتائج المطلوبة.
وأضاف د. حسن أنه على الرغم من خطورة التحديات القائمة وتنوعها وتعددها إلا أن معالجتها متوفرة، ويمكن تحويل العديد منها إلى فرص ومنع تحولها إلى تهديد، ومن المفيد هنا التوقف أيضاً عند بعض العناوين والأفكار، ومنها:
ـ فرصة تبدل الوضع الدولي، وضرورة إعادة التموضع في هذا العالم المضطرب ليكون العرب جزءاً فاعلاً فيه لا منفعلاً بتداعياته فحسب، وترتيب الشؤون الذاتية بما يناسب المصالح العليا للدول العربية، وليس من الحكمة الاستمرار بالاصطفاف إلى جانب المتعثر والمتراجع المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء، فالمهم لدى الغرب محصور في أداء أدوار وظيفية هو يحددها، وبانتهاء صلاحية صاحب الدور يتم الإلقاء به من القاطرة عند أول منعطف.
ـ الاستثمار في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة: الانفتاح على سورية قلب العروبة، والاتفاق السعودي ـ الإيراني برعاية صينية، وهناك التوجه العام في الشارع العربي الطامح لتفعيل العمل العربي المشترك، وتمكين الأمة من الدفاع عن أمنها ومصالحها العليا.
ـ تحصين الثقافة العربية في مواجهة الطوفان الطاغي لتشويه الهويات والثقافات ودفعها للذوبان القادم مع الليبرالية الحديثة، ومن المهم التعريف بهويتنا العربية وغنى بعدها الحضاري البريء من كل الادعاءات الباطلة التي يحاول الغرب إلصاقها بالعرب والعروبة، وضرورة الانتقال إلى خندق القوة والفاعلية في مواجهة الأعداء بدلاً من الصراع مع الذات، وبذلك تعيش وتنتعش بدلا من أن تموت وتفنى.
ـ قمة جدة بحد ذاتها، وبالحضور الفاعل والبناء للسيد الرئيس بشار الأسد تشكل فرصة تاريخية لتجاوز سلبيات الماضي، والانتقال من الفرقة والانقسام إلى لم الشمل وتوحيد الجهود والعمل المشترك المثمر والبناء، فما يوحد اهتمام دول الأمة كثير، والانطلاق بثقة ويقين نحو الغد الأفضل كفيل بتحييد الكثير من التحديات القائمة وتحويلها إلى فرص.


 

شخصيات فلسطينية: العروبة ثقافة جامعة

الثورة – لقاء عبد الحميد غانم:
أكدت شخصيات سياسية وحزبية فلسطينية أهمية الأفكار والمصطلحات التي جاءت في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام القمة العربية الـ 32 في جدة، والتي حملت الكثير من المضامين والتطلعات التي تجسدها جماهير الأمة العربية في التوجه نحو المستقبل.

خليلي: استعادة التضامن العربي
فقد أكد أيمن خليلي عضو القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن العروبة التي أشار إليها الرئيس الأسد في كلمته بمعانيها ودلالاتها العملية تمثل ضرورة حيوية لاستعادة التضامن العربي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية وللحفاظ على الهوية القومية للأمة وصون قضاياها العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، مشيراً إلى أن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة وخاصة مخاطر المشروع الأميركي الغربي الصهيوني أراد تحييد العروبة وتهميشها عن قضايانا وعملنا العربي المشترك.
ونوه الخليلي بأن العروبة كانتماء لا تطلق على كل الناطقين باللغة العربية والساكنين على الأرض العربية فحسب، بل هي تجسيد للشاعرين بالمصير المشترك، بينما تعبر القومية العربية عن أنها توحي بتعزيز انتماء قومي يجسد في جانب قانوني منه حق الدم إلى جانب حق الأرض، كما أن الرئيس الأسد أراد من خلال تناول العروبة أن يؤكد على قدرتنا كأمة على تجديد فكرنا العروبي ليلائم مقتضيات العصر ويحقق طموحاتنا، وأن نسهم في تطوير هذا المفهوم ثقافياً وتبنيه سياسياً.

عمر: الارتقاء بمستوى المسؤوليات لمحاكاة العصر
بينما أشار محمد عمر عمر عضو القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن فكرة العروبة يمكنها أن تؤدي دوراً إقليمياً جامعاً يسمح لجماهير الأمة وحكوماتها تجاوز التحديات السياسية والعمل على توحيد آليات العمل المشترك بما يعزز قوته وتكامله في مواجهة الأخطار الماثلة أمام عملية النهوض بواقع الأمة العربية، مؤكداً أن جامعة الدول العربية كإطار للعمل العربي المشترك قامت على أساس توفر مقومات الهوية القومية العربية كشرط لعضويتها ونشاطها وأهدافها وتحقيق عامل الوحدة كمنطلق لأي عمل مشترك سياسي كان أم اقتصادي أم غيره، باعتبار التحديات الدولية الراهنة تدعو العرب إلى تعزيز التعاون العربي المشترك للنهوض والارتقاء بمستوى المسؤوليات الملقاة على العرب حكومات وشعوباً ومؤسسات قادرة على محاكاة العصر واستشراف آفاق المستقبل.

طه: الغرب يسوق الأكاذيب ضد عروبتنا وهويتنا
وأكد الدكتور أحمد طه عضو القيادة العامة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبي الفلسطيني – قوات الصاعقة أن تأصيل فكرة العروبة النهضوية هي من أجل مواجهة العثمنة والتتريك والاستبداد، الذي نشهده اليوم في مواجهة ظاهرة الاحتلال التركي العثماني في شمال سورية والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية منذ بداية الحرب ضدها ودعم النظام التركي للجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً وتخريباً وقتلاً وتدميراً في سورية.
وأكد طه على أهمية طرح فكرة العروبة،حيث لها معطى ثقافي وسياسي أصيلان في الصراعات التي تواجهها أمتنا العربية في مواجهة الاستهداف الخارجي وفي حالة التدافع الحضاري العالمي. مشيراً إلى أنه بات لهذه الفكرة نتاجات وأنشطة إنسانية وطموحات سياسية يحاول الأعداء توظيفها لأسباب كثيرة سياسية لطمس هويتنا وقوميتنا ومحاولة تشويههما ووصفهما بالشوفينية والعرقية والعنصرية مع أنهما بريئتان من كل تلك التهم والأضاليل والأكاذيب التي أراد الغرب الليبرالي تسويقها.

بيطاري: الهوية الثقافية هي الجامعة
من جهتها، لفتت الدكتورة مانيا بيطاري عضو القيادة العامة لمنظمة الصاعقة أن الجامعة العربية بنيت على فكرة العروبة باعتبارها الهوية الثقافية العربية المشتركة، وضرورة أن تأخذ الجامعة دورها الحضاري الإنساني بعيداً عن التدخلات الخارجية وأن تهتم في القضايا العربية الرئيسة لاسيما القضية الفلسطينية القضية الجامعة للعرب لأن الصراع مع العدو صراع وجود لا صراع حدود.
ونوهت الدكتورة بيطاري إلى أن فكرة العروبة وما وصلت إليه في التجربة الميدانية لم يكن نابعاً من ضعف الانتماء القومي للعرب وإنما لضعف في توجهات الدول العربية لتجاوز الكيانات القطرية والسعي لبناء كيان قومي عربي موحد.

آخر الأخبار
المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق خدمات إغاثية وصحية للمهجرين من السويداء في مراكز إيواء بدرعا تعزيز الشفافية والكفاءة المالية في بلديات شمال حلب "لنعيد لحلب هيبتها".. حملة شاملة لضبط المخالفات المرورية بيئات العمل السامة... عبء آخر واجه السوريين خلال الحرب رئاسة الجمهورية تُعلن تسلّم التقرير النهائي بشأن أحداث الساحل السوري