ثروات بين أيدينا

الثروات في سورية ليست مجرد نفط وغاز وقمح وقطعان ماشية، وغيرها مما بتنا نتلمسها بتأسف ونحن نفتقدها تدريجياً.. بل في هذا البلد الزاخر بالميزات الكثير ما يستحق أن نفاخر به كثروة، ونستثمره كمورد رزق وفير ومادة تصديرية تحقق ماتحقق من عائدات مجزية.
النباتات العطرية البرية التي اجتهدت جهات بحثية ورسمية على إحصائها وتصنيفها، يجب ألا تبقى محصورة في إطار النشاط العلمي للجامعات السورية، والدوائر المختصة في دوائر الزراعة والبيئة ثم الثقافة، بل بعد الإحصاء والتصنيف تأتي المرحلة التالية المؤجلة – ولاندري سبب التأجيل – وهي استثمار هذه الكنوز الحقيقية بما أنها مكونات الثراء الطبيعي والخصوصية السورية، التي لن تجد من ينافسها في الخارج، ميزات الطبيعة والمناخ ذاتها التي أنتجت أغنام العواس السوري والقمح القاسي السوري وغيرها من المنتجات التي لن تكون بذات الخصائص إلا هنا في البيئة السورية.
فلماذا لم نستثمر ما في بيئتنا من ثروات منتشرة أفقياً على كامل جغرافية هذا البلد..؟
أولاً.. لماذا نترك السكان المحليين جامعي النباتات العطرية تحت رحمة تاجر أو بضعة تجار “يختطفون” المحاصيل إلى وجهات مجهولة؟
ثانياً.. لماذا لا نزرع هذه النباتات ونزيد مساحاتها في ذات المناطق التي تنمو فيها، وننقلها من الحالة البرية إلى مضمار  الزراعات التقليدية.
القبار مثالاً.. والزعتر البري.. وسلسلة تطول من هذه الثروات المهملة التي يجب الا تبقى مهملة.
نحن بحاجة لإعلان لوائح تصنيف النباتات العطرية التي تزخر  بها البيئة السورية، والتوزع الجغرافي المناطقي لها، والإشراف المباشر من قبل وزارة الزراعة على خطة التوسع بنشرها، لاسيما في المنطقة الوسطى والشرقية، ذات المناخ شبه الصحراوي الذي تنعدم في الجدوى من الزراعات التقليدية – قمح وشعير وغيره – كي لا تبقى مساحات شاسعة من دون استثمار.
وحتى في المناطق ذات الاستقرار المطري ومعدلات الهطول الجيدة في المناطق الجبلية، يمكن التوسع بزراعة بعض الأصناف كالزعتر البري مثلاً… المهم لابد من خطة وإجراءات تنفيذية بهذا الاتجاه، فالنباتات البرية التي تظهر موسمياً بشكل سنوي هي من يقود خارطة التوسع الزراعي، وهذه الزراعات ذات جدوى اقتصادية مثبتة.
الخطوة الثانية.. تولي جهات تسويق رسمية مهمة تسوّق هذه المنتجات، أو على الأقل الإشراف على عمليات تسويقها خاماً والأفضل مصنّعة، لأن النباتات العطرية والزيتية ثروة واستخداماتها غالباً تذهب إلى الصناعات الطبية في الخارج، لذا هي غالية الثمن ويجب ألا يحصد عائداتها قلّة من التجار.
نرجو أن نتابع من الموسم القادم أرقاماً تتحدث عن صادرات النباتات العطرية السورية، فحتى الآن تغيب هذه الأصناف عن إحصاءاتنا الرسمية، وما نصدره غالباً يخرج في مسارات غير ظاهرة، رغم أنها ثروة سورية حقيقية.
الوردة الشامية قد تكون مثالاً على الكنوز الزراعية المخبوءة في بلدنا.. فبما أولته السيدة الأولى و الأمانة السورية للتنمية، باتت الوردة الشامية علامة سورية فارقة..ولدينا المزيد من هذه النباتات يمكن أن تدخل على قائمة الخصوصية السورية ذات الصيت العالمي.

نهى علي

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل