الثورة:
خلال أُسبوعين فقط استضافت صالتا عرض في دمشق معرضين خصصهما طلاب الفنان التشكيلي نزار صابور لتحية أستاذهم، وهو ما يدعونا للنظر، هذه المرة، إلى تجربة الفنان ليس من الزاوية الإبداعية، وإنما من زاوية علاقته بطلابه، وبجيل الفنانين الشباب بشكل عام.
منذ حصوله على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن من موسكو عام 1990 ورجوعه إلى سورية مختتماً مراحل دراسته، لم يتوقف نزار عن التدريس، و تولى ما بين عامي 2005 و2008 رئاسة قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق . كما تولى عمادة كلية الإعلام والفنون التطبيقية في جامعة القلمون في عامي 2017 و2018.
الحديث عن أثر الأستاذ الفنان على طلابه متروك لهم، وللمستقبل، أما مفهومه الشخصي لعملية تدريس الفن، فقد عبّر حين قال: «أجتهد في تحريض الطلاب على البحث عن مواد تعبير جديدة من البيئة، إضافة عن أفكار من الطبيعة، هذا البحث يساعد في التعبير العميق عن الواقع، وعن كتلة الأحاسيس المشكلة عند هذا الإنسان الصغير الكبير »
اهتمام نزار صابور بالفنانين الشباب لم يقتصر على طلابه، ففي منتصف عام 1998 انتخب عضواً في مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة الذي دخل إليه مفعماً بالطموح والرغبة في عمل شيء جديد، فتقدم بعد بضعة أشهر باقتراح لإقامة معرض للشباب، وما أن تمّت الموافقة عليه حتى أتبعه بخطّة متكاملة تتضمن أسس المعرض، ومعايير المشاركة، و مصادر التمويل، وأرفق ذلك بتوصية أن تكون لجنة التحكيم، للمعرض الأول، على الأقل، من خارج أعضاء المجلس، وأن يتم اختيارها من أسماء معترف بأهميتها في الساحة التشكيلية، وهذا ما كان فعلاً. فضمّت لجنة التحكيم: نذير نبعة، الياس زيات، احسان عنتابي، نذير اسماعيل، مصطفى علي، صلاح الدين محمد، نعيم شلش.
حقق معرض الشباب نجاحاً كبيراً لجهة سعة المشاركة وسويتها، وكذلك لمستوى التنظيم والرعاية، وقد أرسى النجاح الذي حققه معرض الشباب، والصدى الإيجابي الواسع الذي رافقه وتلاه، فكرته في النقابة لعشر سنوات تلت مغادرة نزار لمجلس إدارتها، حقق خلالها المعرض حضوراً محترماً في الحياة الثقافية والتشكيلية إلى حدّ اختيار مشاركين فيه لتمثيل الفن التشكيلي السوري في (بينالي المحبة) في اللاذقية عام 2003 الذي خصص للفنانين الشباب العرب.
في عام 1974 يوم خطا نزار خطوة أساسية باتجاه تحديد مستقبله الدراسي بانتسابه إلى مركز الفنون التشكيلية بمدينته اللاذقية. كان لأستاذه عبد الله الحلو، تأثير إنساني على الطلاب الشباب يتخطى حدود تعليم التقنيات الفنية . يذكر نزار: « كان يعّدنا معرفياً ونفسياً، يحدثنا عن تاريخ الفن، يقدّم لنا محاضرات عن رؤية الفن من الناحية النفسية. كان يدعونا إلى بيته وينظم لنا الرحلات الفنية، يؤكد لنا دوما أهمية احترام القيم الإنسانية وعلى رأسها الحبّ». بعد سنوات عديدة وفي عام 2003 تحديداً، أقامت السيدة صبا العلي معرضاً لنزار معرضاً في صالة (إيمار) باللاذقية، ثم نقل إلى صالة (دار المشرق) في عمّان. كان المعرض تحية لأستاذه الفنان عبد الله الحلو وكان عنوانه : (عن الحبّ).
لم يكف نزار عن سعيه للتعرف على تجارب لم تنل حقّها الإعلامي، وخاصة تجارب التشكيليين العرب الحديثين والمعاصرين. إضافة إلى حرصه على معرفة تجارب التشكيليين السوريين بأجيالهم المتتالية. وفي وقت لاحق عبّر عن فهمه لهذا الأمر حين أشار الفنان فاتح المدرس أثناء تحكيم مشاريع طلاب نزار في الدراسات العليا في خريف 1998 إلى تأثر هؤلاء بأسلوب مدرسهم فأجابه نزار: «هذا الشيء السوري الذي عملته أستاذ فاتح في نهاية الخمسينات، وصلني في نهاية السبعينات، وأوصلته إلى طلابي في نهاية التسعينات».
وأختم بما كتبه الفنان المعلم فاتح المدرس عام 1981 في تقديم معرض (تحية إلى ميلاد الشايب) الذي أقامه خريجو دفعة ذلك العام، و نزار بينهم:
« الوفاء… شيء من الشمس، شيء من الإنسان كما أرادته القوى الخيرة في الكون، وإنه شيء من الأعشاب الطاهرة».
نال جوائز المعرض الأول :اسماعيل نصرة، ساره شما، نصر ورور، نهاد الترك، فادي يازجي، لؤي صلاح الدين، علي العبود(تصوير).ربيع رعد، علي العلي (حفر). ياسر الكردي، منال نخلة، نذير الشامي، زبير يوسف، حسان حرفوش (نحت).
ومن الذين نالوا جوائز في المعارض التالية: عمران يونس، مطيع مراد، هزار عيسى، محمد عمران، صالح نمر، كوثر صالح، عروة أبو ترابة، ريم طراف، محمد الياس، ياسر صافي، روان الماضي، عبد الرحمن عبد الغني، اياد بلال، سوزان عبود، مهند ديب، عبد الكريم مجدل بك، نهاد الترك، عبد الحميد عبد الله، ريما حمزه، حسكو حسكو، قيس سلمان، منيف عجاج، إيمان حاصباني، رولا بريجاوي، باسل السعدي.