الثورة – رنا بدري سلوم:
من منا لا يتتبع اللّون على الجداريّات التي تلف الشوارع العامة بألوان زاهية وخط جميل، ونتمعن بها في كل مرّة لنكتشف ميزة خاصة لم نلحظها في المرة الأولى، أو أن نسأل عن رسومات الأطفال التي تزين الروضات والمدارس هل هي إبداع رسّام؟.
الخطاط والرسّام علاء الدين محمود أبو غنيمة، من هؤلاء الفنانين الذين يرسمون تلك الجداريّات، وعشقه للخط العربي جعله يمارس عمله بحرفيّة عالية، بعد أن كان مجرد هواية، لم يكن منشؤها محتوى علمياً، بقدر ما هو موهبة شدّته إلى الحرفيّة، فكما صرّح لصحيفة الثورة بأنه مارس مجال التخطيط والرسم منذ الصغر، وأستاذه في المرحلة الابتدائية في جرمانا شجعه بالكتابة على اللّوح لخطه الجميل، وعندما أصبح في 14 من عمره كانت تجربته الأولى في تخطيط «آرمة ملونة» بطريقة فنيّة مبدعة، ومنذ ذلك الحين تخصص في التخطيط وتابع بحثه في الكتب الخاصة لتعليم الخط العربي حتى احترف كل أنواعه وكل ما يخص هذا الفن الجميل.
اجتهد وشارك في عدة مسابقات ومعارض، وافتتح مركزاً لتقوية وتعليم الخط العربي، وبلغت خبرته الفنية نحو خمس وعشرين سنة، وهو يرى أن هذا الفن يحتل مساحة واسعة وصداه يفوق صدى المعارض الفنية الموسمية المحددة في الزمان والمكان، لأنه يطال شرائح المجتمع في مختلف ظروفهم وحالاتهم ويترك لديهم ذاكرة بصريّة وخاصة عندما يمرّون أمام هذه الجداريّات الملونة التي تلفت نظر الصغير قبل الكبير فتفتح آفاق الفرح والدهشة في النفوس.

التالي